الشرعية الفلسطينية = منظمة التحرير الفلسطينية

الكاتب: د فوزي علي السمهوري
منذ سنوات يسعى الكيان الإستعماري الإسرائيلي وسيده ومن يدور بفلكه لإستهداف الشرعية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني الذي إكتسبته بفعل نضال وتضحيات الشعب الفلسطيني التي قادته منظمة التحرير بفصائلها بقيادة عمودها الفقري حركة فتح على طريق الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام ١٩٤٨ .
لماذا تصاعد الإستهداف :
أولا : لمصادرة القرار الفلسطيني المستقل .
ثانيا : إزالة العقبة أمام تصفية القضية الفلسطينية باركانها إقامة الدولة وعودة اللاجئين الفلسطينيين تنفيذا للقرارات الدولية .
ثالثا : تقويض التوسع بالإعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية الذي يعني إجهاض السردية الصهيونية العنصرية الإسرائيلية بإنكار وجود للشعب الفلسطيني وحقه الأساس والتاريخي بوطنه فلسطين التاريخية .
رابعا : إقصاء وتغييب ممثل الشعب الفلسطيني عن مسؤولياته الحقوقية والقانونية والسياسية بملاحقة الكيان الإستعماري الإرهابي الإسرائيلي في المحافل والمحاكم والمؤسسات والهيئات الدولية كما هو حاصل الآن في الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائيةالدولية ومحكمة العدل الدولية لحشد رأي عريض دولي يهدف لدعم حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وعزل الكيان الإسرائيلي دوليا عقابا على جرائمه وإنتهاكه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية وعدم إلتزامه بميثاق الأمم المتحدة ورفضه تنفيذ اي من قراراتها .
خامسا : تقويض إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المعترف بها دوليا بموجب قراري الجمعية العامة رقم ١٨١ و ١٩ /٦٧ / ٢٠١٢ لما تعنيه من إجهاض المخطط الإسروامريكي بتمكين الكيان الإستعماري الإسرائيلي المصطنع من الإستمرار بسياسته العدوانية التوسعية على حساب أمن ووحدة وإستقرار الدول العربية .
سادسا : إلغاء البعد الوطني النضالي للشعب الفلسطيني من اجل الحرية والإستقلال وإعادة القضية الفلسطينية لبعد إنساني معيشي اي للوضع الذي كان سائدا قبل إنطلاق الثورة الفلسطينية في الأول من كانون الثاني ١٩٦٥ .
سابعا : تسهيل إستخدام القضية الفلسطينية كورقة بيد أنظمة كورقة إعتماد لكسب رضى العدو الإسرائيلي وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية خاصة مع العهد الثاني للرئيس ترامب الذي إستهله بالإعلان عن عزمه بعد ما لحق بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة من نتائج لحرب الإبادة والتطهير العرقي والتدمير التي إرتكبتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي بدعم وتمكين امريكي من تهجير قسري لابناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومنعهم من العودة تمهيدا لإعادة نفس السيناريو إلى الضفة الغربية الذي بدأت بوادره منذ اسابيع .
يهدف الإستهداف أيضا من خلال حملة تشكيك وإتهامات ممنهجة للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها والنيل من إرادته بالمضي بنضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا حتى إنجاز أهدافه الوطنية مما يستدعي العمل على ترتيب البيت الفلسطيني بما يعزز قوته ومنعته من خلال :
▪︎ تجميد اي خلافات بينية بين القوى الفلسطينية حول الإستراتيجية الوطنية النضالية والتوحد بإطار منظمة التحرير الفلسطينية وإستراتيجيتها المقرة من قبل المجلس الوطني والمجلس المركزي والتي تعني توافق معظم الفصائل الفلسطينية عليها ولطالما ان هناك إجماع على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف لم يعد تناقض بين البرامج والأهداف .
▪︎ الشرعية الفلسطينية حصرا تتمثل بمنظمة التحرير وليس السلطة الفلسطينية التي أنشئت بقرار للمجلس المركزي الفلسطيني لإدارة شؤون المواطنين داخل الأراضي المحتلة طوال الفترة الإنتقالية التي كان مقررا لها وفق إتفاق المرحلة الإنتقالية " اوسلو " ان تنتهي بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي في أيار ١٩٩٩ وبالتالي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
▪︎ إنتخابات المجلس التشريعي الذي ولد وفق إتفاق اوسلو لم ولن يكتسب شرعية التمثيل السياسي الوطني للشعب الفلسطيني " قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وتنفيذ قرار الجمعية العامة رقم ١٩٤ بتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لمدنهم وقراهم "بحكم مهامه وعضويته وبحكم عدم تمثيله للشعب الفلسطيني في الخارج والمنافي وبحكم العضوية التلقائية لاعضاء المجلس التشريعي المنتخب بالمجلس الوطني الفلسطيني وما يدلل على الدور السياسي مناط فقط بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها .
▪︎ ضرورة إنهاء فوري للإنقسام السياسي والجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية الذي نجم نتيجة لما قامت به حركة حماس وفق مسماها بالحسم العسكري .
▪︎ تغليب المصلحة الفلسطينية العليا على ما عداها من إعتبارات وهذا يقتضي الخروج نهائيا من مربع التبعية والتأثير ألخارجي وتعزيز القرار الفلسطيني المستقل الذي لا يعني باي حال من الأحوال إغفال أهمية وضرورة التنسيق مع الدول العربية والإسلامية والإفريقية والصديقة لتشكيل جبهة دولية عريضة تتصدى للمخطط الإستعماري الإسرائيلي بتابيد إحتلاله لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ولمنع تمكينه الإفلات من تنفيذ القرارات الدولية الداعية لإنهاء إحتلاله وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولعدم تمكينه نتيجة للدعم والإنحياز الأمريكي الإفلات من المساءلة والعقاب المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة على جرائمه وإنتهاكاته المعاقب عليها دوليا بحق الشعب الفلسطيني .
ترتيب البيت الفلسطيني يعني توحيد الصف الفلسطيني خلف الهدف الوطني بالتحرر من نير الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا مدعوما من الدول العربية والإسلامية خاصة والعالمية المؤمنة بإعلاء سمو العدالة وحقوق الإنسان وحق الشعوب بالحرية وتقرير المصير عامة السبيل الوحيد لإجهاض المخطط الإسروامريكي بالتهجير القسري وضم وإخضاع الأراضي الفلسطينية سواء لسلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي او للسلطة الأمريكية .
محاولة القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية ستفشل وقد ثبت على أرض الواقع ان رفض منظمة التحرير الفلسطينية بدعم أردني ومن دول شقيقة وصديقةافشل صفقة القرن إبان فترة رئاسة ترامب الأولى وبالتالي ستجهض مؤامرته بتصفية القضية الفلسطينية مباشرة او من خلال أدواته خلال دورته الحالية بالقفز عن منظمة التحرير بصفتها التمثيلية للشعب الفلسطيني ..... ؟
منظمة التحرير الفلسطينية العنوان للشرعية كانت وستبقى وستبوء بالفشل جميع مخططات الكيان الإجرامي الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ومحورها بإستهداف شرعيتها فهي الرقم الصعب مهما بلغت حجم الضغوطات فإرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر بإذن الله تعالى ....؟