عائلة خريوش.. شاهد جديد على إرهاب المستوطنين

عائلة خريوش.. شاهد جديد على إرهاب المستوطنين

نابلس- لم تتمكن صرخات الطفلة بتول خريوش (8 أعوام) ووالدتها من درء حجارة المستوطنين وعصيهم عن مركبة والدها باسل، أثناء توقفهم على حاجز لقوات الاحتلال قرب قرية المغير شرق رام الله، خلال عودتهم لمنزل العائلة في بلدة قصرة جنوب نابلس.

الوالد خريوش يروي تفاصيل الاعتداء لـ"وفا"، "كنت عائدا برفقة زوجتي وابنتي بتول من زيارة ابني الذي يرقد بمركز "أبو ريا" في رام الله للعلاج،  تفاجأت بتجمعات للمستوطنين، على الطريق الرابطة بين مدينتي رام الله ونابلس".

"قرابة الساعة العاشرة من مساء يوم أمس، وصلت إلى حاجز لجيش الاحتلال قرب قرية المغير شرق رام الله، ووقفت خلف طابور من المركبات بانتظار السماح لي بالمرور، ولكن سرعان ما اصطفت عدد من مركبات المستوطنين خلفي". وفق قول خريوش.

ويضيف: "كنت المركبة الوحيدة التي تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، إذ كان يقف أمامي وخلفي مركبات إسرائيلية، وسرعان ما ترجل مستوطنون من سياراتهم، وأحاطوا بمركبتي، وبدأوا بالصراخ، وتوجيه الشتائم لنا، ثم هاجمونا بالحجارة والعصّي، ما أدى لتحطيم نوافذ المركبة، والإنارة فيها.

ويتابع: "هربت بالمركبة قرابة 100 متر باتجاه الحاجز، لكن كان الخوف يخيم علينا في المركبة، من إطلاق جنود الاحتلال والشرطة النار علينا، كنا بين نارين: النجاة من اعتداء المستوطنين ورصاص عناصر الجيش المتمركزين على الحاجز".

وما أن وصل خريوش الحاجز، حتى سارع جنود الاحتلال والشرطة الاسرائيلية لطرح التساؤلات عليه عما إذا كان التقط صورا للمستوطنين أثناء الاعتداء؟ بدلا من أن يلاحقوهم، ولماذا لم يشعل غمازات المركبة؟ لكن كل ما فكر فيه تلك اللحظة خريوش هو النجاة بعائلته من الاعتداء، وفق قوله. 

ويشير إلى أن عائلته أصيبت بتهشم بشظايا زجاج المركبة، التي تناثرت إثر الاعتداء، وإلى أن طفلته بتول أمضت ليلتها ترتجف، بعدما خيم الرعب عليها، وأسرعت إلى النوم بعدما بدت عليها علامات التعب والإرهاق.

ووفق خريوش الذي يحمل رتبة عقيد في الشرطة الفلسطينية، ويعمل مديرا لإدارة حماية الأسرة والأحداث في شرطة أريحا، فإنه عادة ما يشاهد اعتداءات للمستوطنين على الفلسطينيين خلال توجهه لعمله، وتنقله إلى رام الله، لزيارة نجله بمركز العلاج.

وباتت الشوارع الرابطة بين مدن وقرى الضفة الغربية محفوفة بخطر اعتداءات عصابات المستوطنين، خاصة شمال الضفة الغربية، التي تشهد اعتداءات شبه يومية على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وازدادت حدتها خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ونفذ المستوطنون، بحسب ما رصدته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في الشهر الماضي 254 اعتداء، اتخذت طابع الجريمة المنظمة على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وتركزت محافظة نابلس بـ111 اعتداء، ورام الله بـ50 اعتداء، والخليل بـ31 اعتداء، وهي المناطق المحاطة بمستعمرات وتعتبر الأكثر تطرفا وشراسة، وموطن جماعات فتيان التلال وتدفيع الثمن الإرهابية.

ووفق الهيئة، فإن أبرز اعتداءات المستعمرين الكبيرة خلال الشهر الماضي، التي نفذها مستعمرون بحق بلدة حوارة في 13–14 من الشهر الجاري، والتي تمثلت بـ26 حالة اعتداء على المركبات، بتكسير الزجاج، وإعطاب العجلات، وحرق شاحنة بالكامل، وإحراق باص، و13 حالة اعتداء على المنازل وتكسير زجاجها، و7 حالات اعتداء على المحلات التجارية، من ضمنها: حرق مقهى بالكامل، و6 إصابات في صفوف المواطنين، استدعت نقلهم إلى المستشفى، و16 حالة إحراق أراض أسفرت عن إحراق 610 من شجر الزيتون.

وتظهر المعطيات الأخيرة لاعتداءات المستوطنين كما تؤكد الهيئة، تزايدا كبيرا وخطيرا بها، تحديدا في الشهر الماضي، إذ بلغ عدد الانتهاكات 254 اعتداء في مقابل 96 اعتداء لشهر ديسمبر/ ايلول، و77 لشهر أغسطس/ آب، و68 اعتداء في شهر يوليو/ تموز.

وتشير المعطيات أيضا إلى الدور الخطير الذي بات يلعبه المستعمرون من خلال إطلاق النار المباشر على المواطنين، وتشكيل المليشيات المسلحة التي تهدف إلى زعزعة الوجود الفلسطيني، وآخرها ما بات يعرف "بالحرس المدني" والمهام الموكلة له بإرهاب الآمنين في أماكن سكناهم في القرى والتجمعات الفلسطينية، بحماية ودعم وتسهيل من جيش الاحتلال ومؤسسات دولة الاحتلال الرسمية.

عن (وفا)