"العصيان الطبي" يترك المرضى دون علاج

"العصيان الطبي" يترك المرضى دون علاج

رام الله- بات الليلة أكثر من 20 مريضا على أسرة الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، دون أن يجدوا علاجا أو متابعة طبية لهم، علما أن بعض الحالات كانت بأمس الحاجة لتدخل طبي عاجل.

بدت العيادات الخارجية في مجمع فلسطين الطبي خاوية من المراجعين المرضى التي عادة ما تكون مزدحمة بالمواطنين الذين ينتظرون دورهم للدخول عند الأطباء الاخصائيين، لكن ما يسمى"العصيان الطبي" الذي شرع به الأطباء حال دون أن يتمكن المرضى من الحصول على متابعة لوضعهم الصحي.

ولا يختلف وضع العيادات الطبية في مديرية صحة رام الله كثيراً ، حيث كانت فارغة تماماً من المرضى سوى من البعض الذين لم يعلموا بوجود إضراب أو عصيان كما أطلقوا عليه، وبحسب إحدى الموظفات الإداريات بالمديرية -فضلت عدم ذكر اسمها، فإن العشرات من المرضى توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى المديرية إلا أنهم اضطروا للمغادرة بعد أن اكتشفوا خلو العيادات من الأطباء.

يقول سائق سيارة الإسعاف طلال أبو عيدة لـ"وفا"، إن سيارات الإسعاف التابعة "لمركز أبو عيدة" نقلت الليلة الماضية عدة حالات منها من هو مصاب بنوبة قلبية، أو مصاب بأعراض صحية شديدة، لكن المفاجئة كانت بأن طوارئ المستشفيات خالية من الأطباء، ما أجبر العديد منهم على المغادرة.

وأضاف: "بعض المرضى حصلوا على مسكنات بسيطة ثم غادروا إلى منازلهم، فيما أن البعض الآخر بات ليلته في طوارئ المستشفيات على أمل أن يجد طبيبا يتابع حالته الصحية".

مريض (47 عاما)، أصيب بنوبة قلبية حادة ليلة أمس في مدينة رام الله، حولته عائلته على الفور لمجمع فلسطين الطبي، أدخل إلى قسم العناية المكثفة، وكان بحاجة ماسة لإجراء عملية قسطرة، غير أن غياب الأطباء أجبر عائلته صباح اليوم على نقله إلى مستشفيات القدس على حسابهم الخاص.

ويقول والد المريض الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"وفا": "يعاني ابني من نوبة قلبية، ويحتاج إلى تدخل طبي عاجل، لكن استنكاف الأطباء عن العمل أجبرنا على تحويله لمستشفيات القدس، وسنضطر لدفع نحو 60 ألف شيقل من أجل إجراء عملية قسطرة له، وأتمنى بأن ينتهي هذا العمل بأسرع وقت حتى لا يخسر المرضى خاصة الذي هم في وضع حرج حياتهم".

غير أن بعض المرضى لا يمكنهم العلاج على نفقتهم الخاصة في مستشفيات القدس نظرا لوضعهم المادي الصعب، لهذا اضطر المواطن أيمن الكيلاني إلى المبيت في طوارئ مجمع فلسطين الطبي منذ يومين، حيث يعاني نجله من كسور وتفتت بعظام إحدى يديه، وهو في حاجة لإجراء عملية جراحية.

وينتظر الكيلاني أن يعود الأطباء إلى عملهم من أجل أن يجري نجله العملية الجراحية، أو على الأقل أن يحصل على تحويلة طبية في مستشفيات القدس لإجراء هذه العملية رغم توفرها في المستشفيات الفلسطينية، إلا أن استنكاف الأطباء عن العمل حال دون ذلك.

ويشير إلى أنه، تواصل من أطباء عظام وأطلعهم على صور الأشعة الخاصة بالكسور في يد نجله، وأكدوا أنه بحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة.

وعلى سرير مجاور؛ تجلس سيدة، منذ ساعات مبكرة من الليلة، تعاني من أوجاع حادة في صدرها، حيث أجرت في شهر آب/ أغسطس الماضي عملية جراحية لتركيب شبكية صدرية، إلا أنها في الآونة الأخيرة شخصت على أنها بحاجة إلى عملية جديدة، لكن الإضراب سيأخر إجراء هذه العملية.

ويأسف المواطن أحمد خليل أحمد الذي يعاني من مرض السكري والكلسترول والضغط، لقرار الأطباء بالاستنكاف عن العمل، حيث أنه اعتاد على مراجعة الطبيب في مديرية صحة رام الله، من أجل أن يصرف له الدواء كل أسبوعين، غير أنه سيضطر الآن لشراء الدواء على حسابه الخاص من الصيدليات.

وأبدى الكاتب المسرحي اسماعيل الهباش، انزعاجه لإضراب الأطباء، حيث أنه بحاجة إلى أدوية للقلب، ويقول: "جئت منذ الصباح إلى مديرية الصحة، اضطررت إلى استخدام مواصلتين للوصول إلى هنا، وذلك على حساب وقتي وصحتي، إلا أني تفاجئت بأن الأطباء مستنكفين عن العمل، وبالتالي أنا مجبور الآن على شراء الدواء من الصيدليات على حسابي الخاص رغم ارتفاع سعره، لأنه لا يمكنني الاستغناء عنه يوما واحدا".

عن (وفا)