النمسا: الأديبة لوريس الفرح تحتفل بتوقيع باكورة أعمالها الروائية "خلف ستائر فيينا"

النمسا: الأديبة لوريس الفرح تحتفل بتوقيع باكورة أعمالها الروائية "خلف ستائر فيينا"

فيينا- خبر24- نظم ملتقى التواصل العربي النمساوي، اليوم الأحد، في مقر مركز المؤسسة المشرقية النمساوية للثقافة والاندماج النمسا، أمسية ثقافية لمناسبة توقيع رواية "خلف ستائر فيينا" للأديبة والشاعرة السورية المغتربة لوريس الفرح.

وحضر حفل توقيع الرواية، حشد من أبناء الجالية العربية المقيمين في النمسا، وضيوف أجانب،  فيما تضمنت الأمسية معزوفات موسيقية.

ورحب رئيس ملتقى التواصل العربي النمساوي، عدنان أبو ناصر، بالحضور، مشيرا إلى أن الملتقى كيان مستقل اجتماعي ثقافي رياضي، غير سياسي وغير ديني وغير ربحي.

وقال إن: "الملتقى يهدف إلى تغيير الصورة النمطية لدى المجتمع الغربي عن الشرقيين، وتغيير الصورة النمطية السائدة عن الجالية العربية في النمسا".

ولفت إلى أن الملتقى الذي انطلق في العام 2018، نشط في تنظيم فعاليات ثقافية ورياضية والاجتماعية والتربوية، آخرها منذ عشرة أيام كانت حول "تعليم اللغة العربية في النمسا..آفاق وتحديات".

وأشاد أبو ناصر بالأديبة الفرح، وبروايتها، لافتا إلى أن رواية "خلف ستائر فيينا"، لاقت اهتماما واسعا من لدن الأوساط الثقافية والأدبية، وهناك روائيين كبار احتفوا بهذه الرواية ومن أبرزهم الروائي الكبير د. حسن حميد، عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب، وهو غني عن التعريف، وكذلك الأديب الكبير الأستاذ علي عمر جمعة، والناقد الكبير أحمد علي هلال.

وأوضح ان الروايه تعتبر النسخة الرابعة للكاتبة لأنها كانت تؤجل نسخها لإحساسها أن لديها المزيد لاضافته للرواية، وأعادت كتابتها وفي كل مرة  تضيف المزيد لتعطي للرواية جمالاً.

من جهته، كتب الناقد أحمد علي هلال عن الرواية قائلا: "تحيلنا الأديبة والشاعرة لوريس الفرح إلى نزوعها لشكل من مغامرة سردية، تقوم على التعدد على مستوى الشخصيات لاسيما، والأسلوب، من خلال موضوعة الحب/ العشق في أزمنة مختلفة، كما صراع المصائر في تحولاتها التراجيدية، ولعلنا سنلاحظ نزوعها إلى التجريب، وهي قيمة لافتة في مغامرتها السردية الأولى، أي في احتدام المصائر وصيرورة الأفعال السردية، والتي يقف ورائها راو ضمني كلي القدرة، وسنلاحظ تعدد وجهات النظر في الرواية _ خلف ستائر فيينا".

وأضاف: "كأنها تشي بصيرورة الأزمنة والشخصيات الروائية، التي تتطير إلى سيرها ومناخاتها النفسية / السيكولوجية، ولعلها ستمتاز أيضا بلغتها الآتية من من الشعر لتمنح سرديتها تخصيبا دلاليا لافتا، وثمة جرأة فنية في اختيار الموضوعات، لتضعنا أمام أسئلة وجودية واجتماعية بطابعها الاستبطاني،  وبمعنى آخر هي رواية الأنساق المجتمعية، والقول الروائي في مثنوياتها "الألم / الفرح / الموت / الحياة / الحلم م في سياق الجهر بالمسكوت عنه".

وتابع قائلا: "رواية لا توازي الواقع بقدر ما تنزع التأثيث واقع آخر عبر رؤية فنية، بأسلوبية حوارية/ جدلية لتؤسس قولها الروائي، انطلاقا من مفهوم المغامرة السردية وأثمانها لاسيما في العمل الأول، الذي يحمل إرهاصات عديدة، بصفاء جنسها الإبداعي، وصولا إلى الهجس بعمل متميز، انطلاقا من وعيها بأن الرواية موقف من الذات والعالم والآخرين".

وبارك الناقد هلال للأديبة الفرح صدور وتوقيع باكورة أعمالها "خلف ستائر فيينا" الذي نتلفقه الآن لزمن قراءة منتجة، تنتقل من البسيط إلى المركب ومن فكرة الرواية إلى الرواية..  لوريس الفرح روائية تتكىء على اجتهادها، وعلى قدرتها على محاورة القارىء بقيم فكرية وجمالية واجتماعية جديدة والأدل تلك النهاية المفتوحة التي تركتها الرواية، أملا بفتح نوافذ لحوار ثري يرتقي بالرواية وبزمنها الجميل، وفي مقاربتها للمصائر والاختيارات.

وتحدث الأستاذ طلال مرتضى، عن الرواية، مشيرا إلى خشيته على الكاتبة من كثرة التفاصيل التى اعتمدت عليها خلال مراحل الكتابة، بأن تكون شاقة على القراء، إلا أن الكاتبة تخطت هذا الأمر بأسلوبها في جذب القارئ ودفعه لمتابعة القراءة حتى آخر جملة في الرواية.

وأشار إلى أن الشخوص الثانوية في بناء الرواية كانت قوية، ورغم قوة الشخصية الثانوية إلا أن الكاتبة استطاعت أن لا تدع قوة الشخوص الثانوية ذات تأثير على قوة الشخصيات الرئيسية.

بدورها، أعربت الروائية المحتفى بها عن سعادتها بهذا الحضور الذي شاركها فرحا، كما أعربت عن شكرها لملتقى التواصل العربي النمساوي، لتنظيمه هذه الأمسية، واهتمامه بالثقافة.

يذكر أن الكاتبة لوريس الفرح سورية مقيمة في النمسا، وكتبت القصة القصيرة، ولها قصة قصيرة مترجمة للألمانية، ومطبوعة ضمن مجموعة قصصية لكتّاب من مختلف أنحاء العالم بعنوان "شال أبيض وملائكة"، ولها أيضاً قصة أخرى بعنوان "اردتني حيا"، فازت بالمرتبة الثانية بمسابقة سوريا الدولية للقصة القصيرة. وتعتبر "خلف ستائر فيينا". روايتها الأولى.