منظمة التجارة العالمية غريق ينتظر قشة بايدن

منظمة التجارة العالمية غريق ينتظر قشة بايدن

اية حوراني - خبر 24

تأسست منظمة التجارة العالمية عام 1995 لوضع قواعد للتجارة الدولية ولتكون الحكم بين الدول في النزاعات، كانت قوية ذات شعبية، وعلى عكس معظم الهيئات الدولية لديها آلية لفض المنازعات استخدمت على نطاق واسع، لكن قرارات رئيس الولايات المتحدة السباق " ترمب " جعلت المنظمة باسوء حالاتها ، تنتظر انقاظا من الرئيس الجديد " جون بايدين " .

في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قالت الكاتبة فرح ستوكمان أن منظمة التجارة العالمية الآن منهكة بالكامل وفقدت هيبتها، ويخوض أكبر اقتصادين، الصين والولايات المتحدة، حربا تجارية ويصدران رسوما متبادلة تنتهك قواعدها، ولم يعد أحد يخشى غضب جهاز الاستئناف بعد الآن، لأن هذه السلطة قد توقفت عن العمل، حيث لم يُعيّن قضاة جدد ليحلوا محل القضاة القدامى الذين انتهت مدة خدمتهم.

ويُعتقد أن وضع منظمة التجارة العالمية وصل إلى هذا السوء بسبب قرارات دونالد ترامب، لكن هذا الرأي ليس صحيحا بالكامل، فرغم حقيقة أن ترامب تسبب في شلل منظمة التجارة العالمية عندما رفض تعيين قضاة جدد حتى لا يضطر إلى الالتزام بالقرارات التي لا تعجبه، فإن منظمة التجارة العالمية كانت في حالة تقهقر قبل مدة طويلة من تعرضها لإساءة ترامب.

وحتى إذا كان الرئيس المنتخب جو بايدن عازما على المساعدة في إصلاح منظمة التجارة العالمية، فإنه لا يمكنه التراجع عما فعله ترامب، ويتطلب التعافي الحقيقي البحث داخل المنظومة عن موطن الخلل الرئيس.

فعندما أُنشئت منظمة التجارة العالمية في التسعينيات كان الإيمان بالأسواق الحرة عند مستوى قياسي، وكان الاتحاد السوفياتي قد انهار حديثا وتبنّت الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة في العالم آنذاك، إيمانا خالصا بقدرة الرأسمالية غير المقيدة على تحسين الحياة في جميع أنحاء العالم.

ودفع الأميركيون أكثر من 100 دولة للانضمام إلى جهود إنشاء هيئة دولية قوية لإزالة الحواجز أمام التجارة الدولية وحماية المستثمرين، ووافقت الدول الأضعف على الاتفاق لأنه يعني من الناحية النظرية أنها لن تكون بعد ذلك تحت رحمة الأقوياء.

وأشارت الكاتبة إلى أن قدرة منظمة التجارة العالمية على اتخاذ القرارات بات مشكوكا فيها أكثر بعد أن غضّت الهيئة الطرف عن سلوك الصين السيئ، وحكم قضاتها ضد الإعانات الحكومية الموجهة لصناعة الألواح الشمسية المنتجة محليا في الولايات المتحدة والهند، على أساس أنها غير عادلة للمنتجين الأجانب، في حين لم تكن المجموعة الكبيرة من الإعانات التي تقدمها الصين لدعم صناعاتها تمثل مشكلة على الإطلاق.

وبدت منظمة التجارة العالمية متأخرة وغير جديرة، والآن بما أن الاقتصاد العالمي في حالة يرثى لها بسبب الوباء وأزمة تغير المناخ، فإن منظمة التجارة العالمية في حالة يأس، في انتظار معرفة ما إذا كان جو بايدن سينقذها.

وهناك إشارات بأن بايدن ينوي ان لا يخيب الآمال، ولطالما جادل جاريد بيرنستاين، أحد مستشاريه الاقتصاديين المخضرمين، أن قواعد التجارة العالمية ينبغي تعديلها الدولية وخلق مساحة أكبر للبلدان لتلبية احتياجات الناس العاديين، وليس فقط الشركات.