حملة أمنية كبرى في صقلية تُطيح بعشرات من قادة مافيا "كوزا نوسترا"

حملة أمنية كبرى في صقلية تُطيح بعشرات من قادة مافيا "كوزا نوسترا"

حملة أمنية كبرى في صقلية تُطيح بعشرات من قادة مافيا "كوزا نوسترا"

نفذت قوات الأمن الإيطالية “كارابينييري” عملية أمنية واسعة في باليرمو، عاصمة إقليم صقلية، استهدفت مافيا “كوزا نوسترا”، وأسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص بموجب 183 مذكرة توقيف صادرة بحق مشتبه بهم في الانتماء إلى المنظمة الإجرامية.

وجاءت هذه الحملة لتوجيه ضربة قاسية إلى المافيا الصقلية، التي كانت تحاول إعادة تنظيم صفوفها بسرية تامة، مع الحفاظ على سيطرتها على المدينة. وشارك في العملية 1200 عنصر من قوات الأمن والدرك، في واحدة من أكبر الضربات الأمنية ضد المافيا في السنوات الأخيرة.

 

المافيا لم تغادر معاقلها

خلافاً للاعتقاد السائد بأن “كوزا نوسترا” تراجعت عن نفوذها في باليرمو لصالح مناطق أخرى، أظهرت التحقيقات أن زعاماتها لا تزال تعمل في معاقلها التقليدية، مستفيدةً من وسائل الحماية وشبكات الهروب التي تتيح لها تفادي قبضة العدالة. 

كما كشفت السلطات عن استخدام المافيا وسائل اتصال مشفرة لعقد اجتماعاتها السرية.

 

حلم إعادة بناء “اللجنة العليا”

في هذا السياق، أكد المدعي العام في باليرمو، ماوريتسيو دي لوتشيا، أن قادة المافيا لا يزالون يسعون إلى إعادة تشكيل “اللجنة العليا” التي كانت تدير عمليات “كوزا نوسترا” سابقاً. 

وأوضح أن بعض المعتقلين في هذه الحملة هم من العرّابين القدامى الذين عادوا إلى الواجهة بعد إطلاق سراحهم، مثل توماسو لو بريستي، الذي أُعيد إلى السجن بعد اعتقاله مجدداً.

وكان لو بريستي قد أثار الجدل قبل فترة عندما أقام احتفالاً بذكرى زواجه في كنيسة سان دومينيكو، حيث دُفن القاضي الشهير جوفانّي فالكوني، الذي اغتالته المافيا عام 1992 بتفجير ضخم في باليرمو، ضمن سلسلة عمليات انتقامية قادها زعيم المافيا آنذاك، توتو ريينا، واستهدفت رموز القضاء الإيطالي.

 

“كوزا نوسترا” لا تزال تجذب الشباب

وحول دلالات هذه الحملة، قال دي لوتشيا إن “كوزا نوسترا” لا تزال تحظى بجاذبية لدى بعض الفئات، خاصة في الأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى الفرص، ما يجعل الشباب أكثر عرضة للانضمام إلى صفوفها بحثاً عن القوة والنفوذ.

وأكد أن التحقيقات كشفت عن تجنيد عناصر شابة، ما يستدعي مزيداً من اليقظة لمنعهم من أن يصبحوا الجيل الجديد من المافيا. كما شدد على أن “كوزا نوسترا” لم تتخلَّ عن مشروعها طويل الأمد لإعادة بناء هيكلها القيادي، لكنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق ذلك بشكل كامل.

واختتم المدعي العام حديثه بالقول إن المافيا لا تزال تسعى لاستعادة نفوذها القديم عبر إعادة تشكيل شبكتها الداخلية والخارجية، وهي الاستراتيجية التي مكنتها من الهيمنة لعقود طويلة على مناطق واسعة من إيطاليا.


Share:


آخر الأخبار