5 أشياء عليك معرفتها عن سفيرة أمريكا

5 أشياء عليك معرفتها عن سفيرة أمريكا

إليز ستيفانيك: صعود نجمة الحزب الجمهوري نحو منصب سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة

في خطوة تاريخية تعكس قوتها الصاعدة في الحزب الجمهوري، رشح الرئيس المنتخب ترامب يوم الاثنين النائبة إليز ستيفانيك لتولي منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة. يعد هذا الترشيح علامة بارزة في مسيرتها السياسية، ويعزز مكانتها كواحدة من أبرز الشخصيات الجمهورية في الكونغرس. إذ تأتي هذه الترقية لتكمل صعودها السريع والمذهل داخل الحزب، بعدما أصبحت رئيسة لمؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب، وهو المنصب الذي يمثل أعلى مرتبة نسائية في الحزب في المجلس الأدنى.

رحلة من الحذر إلى الولاء التام

بدأت رحلة إليز ستيفانيك مع ترامب بتحفظ واضح. مثل العديد من الجمهوريين، كانت في البداية بعيدة عن تأييد سياسات ترامب بشكل علني، بل حتى انتقدت بعض قراراته مثل الحظر الذي فرضه على مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة في عام 2017. كان المراقبون السياسيون يتساءلون عن موقفها من ترامب في تلك الفترة، لكن هذا الموقف سرعان ما تغير بشكل غير متوقع مع مرور الوقت.

بحلول عام 2019، ومع أول إجراءات عزل ضد ترامب، تحولت ستيفانيك إلى واحدة من أبرز المدافعين عن الرئيس في الكونغرس. بصفتها عضوًا في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، تحدت ستيفانيك رئيسها آنذاك، آدم شيف، خلال جلسات استماع العزل، مما أثار دهشة الكثيرين. في تلك اللحظة، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "نجم جمهوري جديد يولد"، في إشارة إلى قوة ستيفانيك في الدفاع عن سياسات ترامب.

استمرت ستيفانيك في دعم ترامب طوال فترة ولايته، رغم التحديات القانونية والسياسية التي واجهها الرئيس. وفي عام 2022، كانت ستيفانيك أول عضو في قيادة الحزب الجمهوري في الكونغرس يؤيد ترشح ترامب للانتخابات الرئاسية.

التحول القيادي: من ليز تشيني إلى إليز ستيفانيك

في مايو 2021، أُجبرت ليز تشيني، النائبة السابقة عن ولاية وايومنغ، على ترك منصبها كرئيسة لمؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب بسبب معارضتها المستمرة لترامب وقرارها بالتصويت لصالح عزله بعد هجوم 6 يناير على الكابيتول. هنا، ظهرت إليز ستيفانيك كخيار طبيعي لخلافة تشيني، خاصة مع تزايد دعم ترامب وزعيم الأقلية آنذاك، كيفن مكارثي، لها. فازت ستيفانيك بسهولة بمنصب رئيسة المؤتمر على حساب النائب تشيب روي من ولاية تكساس، ما جعلها القائد الثالث في الحزب الجمهوري في مجلس النواب.

في الانتخابات النصفية لعام 2022، حافظت ستيفانيك على منصبها رغم أن الحزب الجمهوري فاز بالأغلبية في مجلس النواب. ورغم أن البعض كان يتوقع أن تسعى للترقية إلى منصب رئيس الأغلبية، إلا أن ستيفانيك اختارت البقاء في منصب رئيسة المؤتمر، مما عزز مكانتها كأحد أبرز القادة في الحزب الجمهوري.

الشهرة السياسية: الضغط على الجامعات ومعاداة السامية

من بين أبرز لحظات ستيفانيك في السنوات الأخيرة، كان ضغطها على رؤساء الجامعات بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي. ففي أعقاب أحداث أكتوبر 2023، ترأست ستيفانيك جلسة استماع بالكونغرس حيث وجهت أسئلة حادة لثلاثة من رؤساء الجامعات الأمريكية حول تقاعسهم في مواجهة معاداة السامية في حرمهم الجامعي. وقد أدى هذا الضغط إلى استقالة اثنين من رؤساء الجامعات الذين أدلوا بشهاداتهم، وهو ما اعتبرته ستيفانيك انتصارًا.

كما استخدمت ستيفانيك منصبها لإبراز موقف الحزب الجمهوري القوي ضد معاداة السامية والدفاع عن إسرائيل. وقد زارت الكنيست الإسرائيلي في مايو 2024، لتصبح بذلك أعلى عضو في مجلس النواب الأمريكي يزور إسرائيل منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023، انتقدت ستيفانيك الأمم المتحدة بسبب ما اعتبرته تساهلًا مع معاداة السامية، وألمحت إلى إمكانية تقليص الدعم الأمريكي للمنظمة الدولية.

دعم المرشحات الإناث: تركيز على تمكين المرأة في السياسة

إحدى أولويات ستيفانيك كانت دعم النساء في الحزب الجمهوري، حيث أسست لجنة العمل السياسي "Elevate PAC" لتجنيد ودعم النساء الجمهوريات اللواتي يرغبن في الترشح لمجلس النواب. بعد أن شهد الحزب الجمهوري انخفاضًا كبيرًا في عدد النساء في مجلس النواب إلى 13 في الدورة 116 (2019-2021)، نجحت ستيفانيك في زيادة هذا العدد إلى 23 امرأة في الدورة التالية، مما عزز حضور النساء في السياسة الجمهورية.

أصغر امرأة في الكونغرس: إنجازات تاريخية ومزيد من الطموح

قبل أن تصبح واحدة من أبرز الشخصيات في الحزب، حققت إليز ستيفانيك إنجازًا تاريخيًا عندما أصبحت أصغر امرأة يتم انتخابها لعضوية الكونغرس في عام 2014، بعمر 30 عامًا. واليوم، وبعد عقد من الزمان، تبدو ستيفانيك مرشحة قوية لتصبح أحد أصغر الأفراد الذين يشغلون منصب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، ما يفتح لها آفاقًا جديدة في مسيرتها السياسية.

إليز ستيفانيك اليوم هي أكثر من مجرد نائبة في الكونغرس؛ هي رمز للجيل الجديد من القيادة السياسية التي تمتزج فيها الحنكة السياسية بالقوة الشخصية. من مؤيدة حذرة لترامب إلى إحدى أبرز المدافعات عنه، ومن قيادية حزبية قوية إلى مرشحة لمنصب عالمي رفيع، فإن مسيرتها تستمر في إبهار الجميع. وفي الوقت الذي تسعى فيه للانتقال إلى الساحة الدولية من خلال دورها الجديد المحتمل كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، لا شك أن ستيفانيك ستظل لاعبًا رئيسيًا في السياسة الأمريكية والعالمية في السنوات القادمة.