علي أبو ارميلة.. مصارع اتخذ من التحدي قانون حياة

علي أبو ارميلة.. مصارع اتخذ من التحدي قانون حياة

رام الله-خبر 24- أحرار جبريني

علي أبو رميلة، 23 ربيعاً، يبلغ من الطول 160متر، ووزنه 57 كغم، الإبن البار لمدينة خليل الرحمن، طالب سنة ثالثة بكالوريوس تربية رياضية في جامعة "أولوداغ" بمدينة بورصة التركية، ولاعب مصارعة حرة رومانية.

بدايته..

بداية أبو رميلة في ممارسة تلك الرياضة كانت غريبة نوعاً ما، ففي يوم من الأيام عام 2009 كان متواجداً في حلقة لتحفيظ القران الكريم داخل المسجد، وحينها لاحظ مدرب المصارعة، حمزة الرجبي، الذي كان حاضراً، الأطفال الموجودين المفعمين بالحركة الزائدة، ومع انتهاء الصلاة، عرض الرجبي على الشيخ الذي يلقنهم دروس تحفيظ القران، بأن أي طفل يقوم بحفظ جزء عمة، له اشتراك مجاني لمدة شهر في التدريب لرياضة المصارعة داخل النادي، وبهذه الطريقة دخل أبو رميلة النادي لأول مرة، فلفت نظر المدرب، وتابع تواجده في النادي شهراً ثانياً، كان أيضاً مجانياً بتعاطف من المدرب كونه كان يمر بظروف مادية صعبة وغير مناسبة لدفع أجرة النادي.

تعلق بطلنا برياضة المصارعة كونها رياضة مرتبطة بالتحدي ونوعا من تفريغ الطاقة داخله، ومفيدة له بالدفاع عن نفسه في مرحلة دراسته في الثانوية.

يقول أبو رميلة: "إن الرياضة في ذلك الوقت أكسبته الهدوء، والراحة النفسية بعد مشقة التدريب"، شاكراً الله على منحه الموهبة على أن يكون مميزا في هذه الرياضة، لذلك عمل على استثمار كل جهوده للتقدم والتطور فيها.

المصارعة بعيون أبو رميلة..

المصارعة بالنسبة له قانون حياة، بل حياة بأكملها، فهي تجري بعروقه، وفي الأيام التي يبتعد فيها عن التدريب او ممارسة هذه الرياضة يشعر بالاشتياق والتعب، باعتبارها رفيقته واصراره وهدفه بالحياة.

الانتصار هو اللحظة المهمة جدا بالنسبة إلى أبو ارميلة، فالانتصار لا يعتبره ذاتياً بل يقدمه لوطنه وقضيته التي لا تحتاج لرفع العلم فقط في المحافل الدولية، بل يجب أن يلحقه إنجاز، وهذا ما يعتبره واجب عليه، يشعره بالفخر والرضى، بتقديمه لبلده شيء من حقه المترتب عليه كلاعب.

أما الخسارة فهي محطة من محطات الحياة الماضية حتى لو رافقها حزن، وكل شخص باجتهاده، هي محزنة بالبداية ومحفزة لنصر في النهاية.

تعتبر حياة بطلنا منظمة بعيداً عن الرياضة، فهو يعمل على تقسيم ساعات يومه في تطوير الذات من جهة، ودراسته وعمله، قراءة الكتب، وممارسة هوايته في التخييم والمشي.

الداعم الأول..

"الثقة الدائمة بالله عز وجل" بهذه الكلمات أكد أبو رميلة على أن مشجعه الأساسي هو ذاته التي تستمد القوة والثقة من الله  ومن ثم عائلته التي تدعمه في متابعة اللعب، مما كان لها الإثر الإيجابي على استمراريته في اللعب، بالاضافة إلى دعم واهتمام مدربه.

أبو ارميلة آمن بنفسه فكان هو داعمه النفسي الأول في ممارسة اللعبة، فلديه شيء مميز حسب وصفه وإيمانه القوي أنه يستطيع الوصول لمرحلة متقدمة، أما بخصوص الدعم المادي فكان شبه معدوم، وخلال دراسته بالجامعة تعاقد مع نادي "بورصا سبورت"، ومن ثم بدأ بالتدريب منذ أربع سنوات مع النادي التركي.

التدريب وعلاقته بزملائه..

يتدرب بطلنا بشكل يومي باستثناء يوم الأحد، وتختلف التمارين في كل يوم، فهنالك تمارين أحادية وثلاثية وغيرها، حسب الهدف الموضوع لخطة التدريب، فإذا كانت البطولة في فترة زمنية بعيدة، يكون التمرين يومي وأحادي، اما اذا كان التحضير لبطولة قريبة يكون معدل التدريب أعلى و يصل إلى إثنين أو ثلاثة تمارين في اليوم.

علاقته بزملائه في فريق بورصة قوية جداً في العديد من الجوانب، منها: الرياضية والأخوية، وما يربطه بالمنتخب الفلسطيني للمصارعة علاقة طيبة، وبهذا الخصوص قال أبو رميلة: "إنه لا يرى تواجد للمنتخب الفلسطيني بشكل واقعي يسعفه في المشاركة في البطولات، إلا أنه يجزم أن هنالك لاعبين أقوياء في رياضة المصارعة"، معرباً عن إستعداده لتقديم الخدمات لهم.

ربما ينظر إليه البعض على أنه مركز قوة بتواجده في تركيا، نظراً لظروف فلسطين، فمنذ فترة تمت دعوة فريق المنتخب العسكري المكون من أربعة لاعبين، إلى تركيا فعمل عى استقبال البعثة، وجرت الأمور على ما يرام، ووصفه بالشيء الجميل.

أما عن مدربه..

مدربه الحالي هو يلمز اراسلان وهو مدرب تركي، له تاريخ حافل، عمره 65 عاماً، تربطه به علاقة جيدة جدا، يشرف على تدريبه منذ عام ونصف.

وبخصوص المدرب الفلسطيني حمزة الرجبي، أكد أبو رميلة أنه يعتبر معلمه الأول، وله الفضل الكبيرعليه وعلاقته به بمثابه والد، وهو على تواصل مستمر معه ، فمنذ بداياته الى الآن يرافقه في البطولات

عن احتراف اللعبة..

تعتبر لعبة المصارعة عنيفة، وتحتاج الى خشونة، وإلى قوة بدنية، وليونة عالية جداً، وليس من السهل على أي ناشئ ممارستها وتقبلها، فمن الممكن أن تسبب لهم رادع للممارسة هذه الرياضة، الاحتراف في اللعب يحتاج الى الكثير من الأمور منها الغذاء الجيد، والراحة البدنية، وتمرين قوي جدا، وهذا ما يحتاجه التمييز، وأيضا وجود مدرب محترف، وآلات ومعدات مناسبة، والوقت أيضاً مهم جداً، فعلى لاعب المصارعة تخصيص وقت طويل وجيد للعب والتدريب، واللافت أن الدول الأجنبية توفر هذه الأمور لهم داخل المدارس أيضاً، وبعد تخرجه من المدرسة تتم المتابعة في نوادي قوية بدافع التحفيز نحو الاستمرار

الطموح..

طموحه الوصول لمرحلة قوية، بخصوص الحياة الرياضية، والوصول لنقطة تخص الدوائر السبع في منافسات المصارعة، فأولا عربياً ومن ثم آسيوياً فعالمياً، بهدف تأدية جزء من حق وطني عليه كلاعب مصارعة، لتطوير اللعبة في فلسطين، وادراج اسم فلسطين دولياً في المصارعة.

علاقته باتحاد المصارعة خصوصا منذ بداية عام 2021 متميزة، فكان يُقابل قبل ذلك وتحديداً منذ أربع سنوات بالتهميش، رغم استعداده التام لخوض البطولات الدولية، ورغم تواصله الدائم مع أصحاب الشأن، ومع رئيس الاتحاد الجديد فراس دودين، الأمور في تحسن ملحوظ ويصفها بالممتازة، يتم التواصل الدائم ويرحب رئيس الاتحاد بإعطاء أبو ارميلة فرصة بالمشاركة في البطولات القريبة، وهو على أتم الاستعداد للمشاركة.

التحديات بحياة بطلنا..

يعتبر أبو ارميلة أنه موجود بالمكان المناسب الذي يهيء له المشاركة الدولية والوصول للهدف وإثراء خبراته التي لن تتطور إلا بزيادة مشاركات اللاعب الدولية التي تسد بدورها الثغرة لدى أي لاعب في الوصول للاحتراف، فجو المباريات مختلف تماماً عن جو التدريب.

وأشار إلى التحديات الموجودة في فلسطين، من قلة ساعات التمرين، وقلة الاهتمام المباشر باللعب، وقلة الدعم المادي، وعدم وجود داعم دائم للاعبين المميزين، إلى نقص في الاحتكاك مع اللاعبين من الخارج، ونقص في المعسكرات التدريبية، ومن أكثر التحديات قلة وجود اللاعبين الممارسين لهذه الرياضة، فهي قليلة الانتشار، وأيضاً الاحتلال كان له دور في اغلاق النوادي والطرق، ليتم تأجيل التدريب مراراً، خصوصا بعد المسافة بين بيته والنادي.

ويصف أبو ارميلة، التحدي بأنه الإصرار على الوصول إلى ما يريد، فالطريق صعب ويحتاج الى جهد، وعزيمة أن لا يقف المرء عند أي معيق أمامه، بل على العكس أن يتخطاه بخطى قوية وواثقة.

الرياضة العسكرية..

ولفت أبو ارميلة إلى أنه جزء من منظومة الرياضة العسكرية، يعمل تحت ظل مدير الرياضة العسكرية أمل خليفة، مشيراً إلى أنهم سيشرفون على تقديم ملفه للمشاركة في البطولات المقبلة الخاصة بالرياضة العسكرية الدولية، وأنه على اتم الاستعداد لذلك، وله الشرف أم يكون في ضمن منظومة الرياضة العسكرية واللعب باسمهم.

الإنجازات..

أبو رميلة له العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والدولي أبرزها: بطل فلسطين في المصارعة الرومانية لفئة الواعدين عام 2010 ولغاية 2015، إحراز الميدالية البرونزية في بطولة الأندية الدولية التي أقيمت في باريس عام 2012، وفي ذات البطولة بالعام التال تحقيق المركز الأول، وفي عام 2014 إحراز المركز الثالث في بطولة غرب أسيا لفئة الشباب في العاصمة الأردنية عمان عام 2014، إحراز المركز الأول في بطولة الأندية الدولية في باريس عام 2015، تتويجه في برونزية في بطولة الأندية التركية عام 2019