الاحتلال يواصل قصف غزة ويرفض إقامة دولة فلسطينية

الاحتلال يواصل قصف غزة ويرفض إقامة دولة فلسطينية

غزة: استمرار التصعيد الإسرائيلي يرفع عدد الشهداء والمصابين ويعمّق الأزمة الإنسانية

استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، في قصف شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني، يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه مناطق عديدة في القطاع كثافة سكانية عالية، ما يعمق الأزمة ويزيد من تحديات فرق الإنقاذ والإسعاف.

ووفقًا لتصريحات مصدر طبي في غزة، قامت طواقم الإسعاف بنقل جثامين الشهداء والمصابين إلى مستشفى المعمداني بعد استهداف طائرات الاحتلال لمحل تجاري في شارع عمر المختار وسط المدينة، وهو ما أسفر عن تدمير المبنى بشكل كامل.

وفي حادثة مشابهة، استُشهد اثنان آخران بعد انتشال جثامينهم من تحت أنقاض منطقة تبة النويري، غرب مخيم النصيرات، الذي شهد قصفًا مكثفًا من الطائرات الحربية والطائرات المدفعية.

 

تصاعد في استهداف المدنيين

تزايدت حدة الاستهدافات الإسرائيلية لمناطق مكتظة بالسكان، إذ استشهدت سيدة مسنة تُدعى مها إسماعيل أبو النور وأُصيب خمسة مواطنين آخرين جراء قصف مدفعي طال منطقة جباليا شمال القطاع، يأتي هذا الهجوم في إطار سلسلة من القصف المتكرر على المناطق السكنية، الذي تسبب في ارتفاع أعداد الشهداء منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

وبحسب بيانات رسمية، بلغ عدد الشهداء في غزة نحو 43,603 شخصًا، فيما تجاوز عدد المصابين 102,929 معظمهم من النساء والأطفال، ويشير مسؤولون في الصحة بغزة إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الجرحى الذين ما زالوا يعانون من إصابات حرجة، ما يهدد بارتفاع هذه الأرقام في الساعات القادمة.

 

 

إحباط جهود الإنقاذ وسط استمرار القصف

الاستمرار في قصف المناطق السكنية المكتظة جعل من الصعب على فرق الإسعاف والإنقاذ الوصول إلى المناطق المستهدفة. وذكر أحد العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن الفرق تجد صعوبة في الوصول إلى بعض المناطق بسبب انعدام الأمان، خاصةً في ظل استهداف القوات الإسرائيلية لآليات الإسعاف ومحاولات انتشال الجثامين تحت الأنقاض.

 

وصرّحت مصادر محلية بأن آلاف المواطنين ما زالوا محاصرين في مناطق مستهدفة يصعب على فرق الإسعاف الوصول إليها، مما يزيد من المعاناة الإنسانية ويزيد من تعقيد الأوضاع المعيشية داخل القطاع المحاصر.

 

الرئيس عباس يدعو لتحرك عربي ودولي
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي والعربي لوقف العدوان الإسرائيلي، وأكد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735 الذي ينص على وقف العمليات العسكرية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للقطاع.

 

كما دعا الرئيس عباس إلى ضرورة تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة في حال عدم التزامها بالقانون الدولي واستمرارها في ارتكاب ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف عباس في كلمته أن المجتمع الدولي مطالب بإعادة النظر في علاقاته مع دولة الاحتلال، وتطبيق العقوبات الدولية اللازمة للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان وسحب قواتها من الأراضي الفلسطينية.

 

تصريحات إسرائيلية بشأن إقامة الدولة الفلسطينية
وفي المقابل، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي تم تعيينه حديثًا، بأن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ليست "واقعًا اليوم"، وأوضح أن أي محاولات لتحقيق سلام ستظل غير قابلة للتطبيق نظرًا للوضع الحالي، قائلاً إن أي كيان فلسطيني سيصبح، على حد وصفه، "دولة حماس".

 

جاءت هذه التصريحات بعد أن شهدت المنطقة توترات إضافية بسبب أنشطة الاستيطان المستمرة وتدهور الوضع الإنساني في غزة، وقد أثارت هذه التصريحات غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والدولية، حيث يرى العديد أن مواقف الحكومة الإسرائيلية المتشددة تعرقل جهود السلام الإقليمي.

 

ارتفاع الأصوات الدولية لوقف التصعيد
من جهته، عبّر المجتمع الدولي عن قلقه من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، وقد دعت منظمات إنسانية كالأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي إلى ضرورة فتح ممرات آمنة لتمكين الفرق الإنسانية من الوصول إلى المدنيين وتقديم المساعدات العاجلة.

فيما تواصل إسرائيل تكثيف قصفها للقطاع، تتزايد الدعوات على الساحة الدولية للتدخل السريع من أجل إنقاذ المدنيين وتجنيبهم المزيد من المعاناة، وسط مخاوف من أن تؤدي الأحداث الجارية إلى انفجار أكبر في المنطقة.

لكن في ظل غياب التحركات الدولية المؤثرة والحقيقية على الأرض، والاكتفاء بالاستنكار والاستهجان، سيواصل الاحتلال  القصف على القطاع المحاصر، تظل الأوضاع في غزة مأساوية، مع تتصاعد الدعوات إلى ضرورة وقف العدوان وتأمين الحماية للمدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية