بيان فلسطيني مشترك لإنقاذ المدارس الفلسطينية من "الإبادة التعليمية"
دعوات بضرورة تخصيص برامج مساعدات أممية عاجلة لاستمرار العملية التعليمية
816 ألف طالب في غزة والضفة بحاجة إلى دعم نفسي نتيجة العدوان
341 مليون دولار تكلفة الأضرار في قطاع التعليم
تحويل 288 مدرسة إلى مراكز إيواء للنازحين بما في ذلك 155 مدرسة تابعة "للأونروا"
أصدرت العديد من الاتحادات والمؤسسات الفلسطينية، اليوم الأحد، بيان موقف، يدعو المجتمع الدولي إلى انقاذ المدارس الفلسطينية من الإبادة التعليمية، وذلك في إطار فعاليات الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي.
ودعت الأطراف الموقعة على هذا البيان، لمناسبة إحياء اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات المسلحة، والذي يتم احياؤه في التاسع من ايلول من كل عام، حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 275/74، إلى حماية التعليم من الهجمات، المجتمع الدولي، والدول الأعضاء في الأمم المتّحدة، إلى اتّخاذ إجراءات فورية لحماية التعليم الفلسطيني من الهجمات العسكرية الإسرائيلية، التي نفذت بشكل مقصود ومخطط له، تحقيقا للإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني، وضرورة انقاذ المدارس الفلسطينية من العدوان الإسرائيلي.
وطالبت بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة، بما فيها إعادة إعمار البنى التحتية التعليمة في القطاع، ومساءلة اسرائيل عن جرائمها بحق التعليم، والأطفال، وهدم المدارس واقتحامها.
كما شددت على وجوب اتّخاذ إجراءات فورية لحماية المدارس، باعتبارها أماكن تُوفِّر الحماية والأمان للطلّاب والمعلّمين، مع ضرورة إبقاء التعليم على رأس أولويات البرنامج العالمي.
وأكدت ضرورة تخصيص برامج مساعدات أممية عاجلة وفورية، لاستمرار العملية التعليمية، وتمويل برامج تعويض الفاقد التعليمي، وتأمين الاستجابة الطبية السريعة للإصابات الدائمة التي لحقت بالأطفال، وعلى رأسها تأمين الأطراف الاصطناعية، وتوزيع اللقاحات الخاصة بشلل الاطفال في ظروف آمنة وفتح المعابر الحدودية من أجل علاج أطفال غزة في المستشفيات الخارجية.
كما شددت على وجوب توقيع جميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصورة عاجلة على "إعلان المدارس الآمنة"، الذي يدعو إلى تطبيق المبادئ التوجيهية لحماية المدارس والجامعات من الاستخدام العسكري.
وقد عبرت الأطراف الموقعة على البيان عن أسفها ازاء استمرار العمل بالمعايير المزدوجة في حالات النزاع.
كما أعربت عن قلقها حول التعاون الدولي، رغم تقديمه التمويل للإغاثة الطارئة، الذي لا يزال يرافقه استمرار العديد من الدول في تمويل الحروب وتخصيص الأسلحة.
ولتقليل التدفقات المالية والأسلحة غير المشروعة بشكل كبير، أكدت المؤسسات والاتحادات والحملات الموقعة على أن الدول الغنية المتورطة يجب أن تتخلى عن نفاقها في الترويج للسلام بينما تُمكن حكوماتها في الوقت نفسه من تحقيق أرباح كبيرة من تجارة الأسلحة.
وضمت المؤسسات والاتحادات الموقعة الحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الاسرائيلي، والائتلاف التربوي الفلسطيني، والمكتبة الوطنية الفلسطينية، واتحاد المعلمين الفلسطينيين، ودائرة حقوق الانسان في منظمة التحرير، واتحاد الادباء والكتاب الفلسطينيين، والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، واتحاد العلماء والاكاديميين العرب، واتحاد المرأة الفلسطينية، ونقابة المحامين الفلسطينيين، والاتحاد العام الفلسطيني للجمعيات الخيرية، والهيئة الوطنية للمؤسسات الأهلية، والاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطينيين - الامانة العامة، وابداع المعلم، وملتقى الطلبة، وحملة الحرية لأجل فلسطين، والمركز الفلسطيني للحوار الثقافي والتنمية، ومنظمة الكوبلاك، وجمعية إسكان المجلس الاكاديمي، والاتحاد العام للمنظمات الأهلية الفلسطينية، والاتحاد الوطني للمؤسسات الأهلية الفلسطينية، وجمعية تعاون لحل الصراع، والحملة لأجل فلسطين، والحلم الفلسطيني، اتحاد وطن- غزة، ومركز يافا الثقافي، والائتلاف العالمي لحق العودة، واتحاد لجان تأهيل المعاقين في المخيمات، والمنتدى التنويري الثقافي، والمجلس الفلسطيني الأميركي، ومعهد السياسات العامة، وكتلة نضال المرأة.
وقد تضمن بيان الموقف مؤشرات الابادة التعليمية التي يتعرض لها القطاع التعليمي الفلسطيني نتيجة للعدوان الاسرائيلي في غزة والضفة الغربية، على النحو التالي:
وفقا للأمم المتحدة، دُمرت أو تضررت 80% من المدارس في غزة، ومنذ ذلك الحين عمدت اسرائيل الى تدمير البنى التعليمية في القطاع، وحرمت نحو 620 ألف طالب من اكمال تعليمهم، وحرمت 39 ألف طالب من طلبة غزة من تقديم امتحان التوجيهي، بسبب حرب الابادة الجماعية على القطاع، وتدمير القطاع التعليمي.
كما بلغ اجمالي الطلبة الذين استشهدوا في حرب الابادة الجماعية نحو 25% من اجمالي عدد الشهداء يمثلون نحو 10 آلاف طالب وطالبة، وبلغ عدد الطلبة الجرحى في قطاع غزة 13444 طالبا وطالبة بنسبة تتجاوز 21% من عدد الجرحى.
اضافةً الى 397 معلما استشهدوا في قطاع غزة بنسبة تقارب 1.8% من اجمالي عدد المعلمين في القطاع، وقد دمر بشكل كلي أو جزئي 90% من المدارس في قطاع غزة على شتى أنواعها تمثل 712 مدرسة حكومية أو خاصة أو وكالة.
كما استشهد 117 استاذا جامعيا، و760 طالبا جامعيا في شطري الوطن، و450 طالبا وطالبة في مرحلة الثانوية العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أسر نحو 197 طالبا جامعيا من الضفة الغربية و8 أسرى من العاملين في القطاع التعليمي العالي.
بلغ عدد الطلبة في سن التعليم في غزة والضفة الذين بحاجة الى دعم نفسي نتيجة لآثار العدوان حوالي 816 ألف طفل، ويعتقد أن 70% من المفقودين والبالغ عددهم نحو 12 ألف مواطن هم أطفال في سن التعليم.
كما يقدر التقرير المؤقت الصادر في مارس 2024 من البنك الدولي، و"الأونروا"، والاتحاد الأوروبي تكلفة الأضرار في قطاع التعليم بمبلغ 341 مليون دولار.
يذكر أن النزوح القسري أدى إلى تحويل 288 مدرسة إلى مراكز إيواء للنازحين، بما في ذلك 155 مدرسة تابعة للأونروا.
ووفقًا لتقرير تقييم الأضرار المؤقت في غزة الصادر في مارس 2024 عن البنك الدولي، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والاتحاد الأوروبي، حتى تاريخ 29 أغسطس، قامت الدول الأعضاء بصرف حوالي 1.63 مليار دولار من أصل 3.42 مليار دولار (48%) المطلوبة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لـ2.3 مليون شخص في غزة و800,000 شخص في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، من يناير الى ديسمبر 2024.