الأسواق العالمية تترقب نتائج المحادثات الروسية الأميركية في الرياض

شهدت الأسواق العالمية حالة من الترقب يوم الثلاثاء، مع انطلاق المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والروس في الرياض، وهي أولى الجلسات الرسمية بين البلدين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقد عززت الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أداء السندات الأوكرانية في عام 2024، حيث ارتفعت عوائدها بنسبة 60% العام الماضي، وأضافت 11% منذ بداية العام الحالي.
ومع ذلك، أدى الغموض المحيط بفرص الوصول إلى اتفاق ملموس إلى تراجع حاد في أداء السندات الأوكرانية يوم الثلاثاء، حيث انخفضت السندات المستحقة في 2030 بمقدار 1.5 سنت، لتصل إلى حوالي 59 سنتًا لكل دولار، مما جعلها من أضعف الأصول أداءً في الأسواق الناشئة.
من جانبه، يرى بعض المحللين أن أي اتفاق سياسي قد يشير إلى تحسن في سوق السندات، إلا أن تيموثي آش، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في «آر بي سي بلوباي»، حذر من أن انسحاب كييف من المفاوضات قد يضغط على السندات الأوكرانية.
تحركات العملات وأداء الأسواق الناشئة
على صعيد العملات، ضغط تعافي الدولار الأميركي بعد ثلاثة أيام من التراجع على معظم عملات الأسواق الناشئة، باستثناء الروبل الروسي، الذي ارتفع بنسبة 0.4% بفضل التفاؤل المحيط بالمحادثات الجارية.
أما في أسواق الأسهم، فقد واصل مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الناشئة تحقيق المكاسب، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 9.5% منذ 13 يناير، بدعم من الزخم الإيجابي لقطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الصين، مما انعكس إيجابيًا على الأسواق الآسيوية، خاصة في هونغ كونغ وشنغهاي.
وفي أوروبا، سجلت بعض البورصات مكاسب قوية، حيث حققت بورصة وارسو أعلى مستوى لها منذ سبع سنوات، بينما شهدت بورصة براغ تراجعًا طفيفًا بعد ذروتها في الجلسة السابقة.
أسواق المعادن والتجارة العالمية
شهدت أسعار النحاس انخفاضًا يوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الدولار وعدم اليقين المحيط بمحادثات السلام. حيث تراجعت العقود الآجلة للنحاس بنسبة 0.2% لتصل إلى 9376 دولارًا للطن المتري، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر عند 9684.50 دولار يوم الجمعة.
ووفقًا لتوم برايس، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «بانمور ليبيرم»، فإن تأثير مفاوضات السلام على المعادن أقل من تأثيرها على أسواق الطاقة.
وأوضح أن إنهاء الحرب في أوكرانيا يعد قضية متعلقة بالطاقة بالنسبة لروسيا، وليس بالمعادن، إذ لم تتوقف تدفقات المعادن الروسية بشكل كامل. وأضاف برايس أن أي اتفاق سلام قد يؤدي إلى تطبيع صادرات الطاقة الروسية، مما قد يضغط على الأسعار العالمية، لكن في الوقت ذاته قد يحفز الطلب العالمي على السلع.
ارتفاع تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو
على صعيد آخر، ارتفعت تكاليف الاقتراض لحكومات منطقة اليورو، حيث سجل العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات مستوى 2.51%، وهو الأعلى منذ 31 يناير. جاء ذلك بعد إعلان أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، عن تعزيز دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، قبل بدء المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا حول اتفاق سلام محتمل، وهو ما حذرت كييف من التفاوض عليه دون مشاركتها.
الأسواق الأوروبية وصعود قطاع الدفاع
استفادت أسهم شركات الدفاع والطيران من أجواء التوترات الجيوسياسية، حيث ارتفع مؤشر قطاع الدفاع الأوروبي بنسبة 4.6% إلى مستويات قياسية، وسط توقعات بزيادة الإنفاق العسكري الأوروبي.