التطبيع الاسرائيلي على ارض السودان
رام الله- خبر 24- اية حوراني- فتح باب "السلام" كما تدعي "اسرائيل" مع الدول العربية لم يكن سوى امتداد لجذورها، لتحقيق مطامعها ومصالحها التي تطمح لها من نشأتها، وكل من طبع معها من الدول العربية سيذوق سمها الذي اعتاد عليه الشعب الفلسطيني منذ 72 عاما .
بدأت "إسرائيل" الترجمة العملية لـ "اتفاق أبراهام" الموقع مع السلطة الانتقالية في السودان، في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، والضغط من أجل رفع اسم البلد الإفريقي من على قوائم الإرهاب وتمرير قانون الحصانة القضائية، والغاء القانون السوداني لمقاطقة اسرائيل، واستغلال الاراضي السودانية والأنشطة الاقتصادية والاستثمارية داخلها ، والتي هي مطمع الشركات الإسرائيلية ورجال الأعمال اليهود للتوغل بالسودان، وذلك من خلال الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة والصحة والطيران والزراعة، حيث تشجع المؤسسة الإسرائيلية الشركات الاسرائيلية على تنفيذ هذه المشاريع من قبل مبادرات وشركات قطاع التجارة والأعمال الخاصة.
حيث أن الخطوة الإسرائيلية الأولى، لوضع موطئ قدم بالسودان، إعلان شركة داشان الاسرائيلية لصناعة الأسمدة والكيماويات الزراعية استعدادها لتمويل كامل واستثمار بنسبة 100%، لإنشاء مصنع للأسمدة بالخرطوم، واعلن ذلك خلال زيارة وزير المخابرات الإسرائيلي، إيلي كوهين، للخرطوم في الأسبوع الماضي .
اشارت مصادر اسرائيلية بان تم الاتفاق خلال الزيارة على ارسال وفود إسرائيلية إلى السودان للتحقيق في إنتاج الحليب، وتأهيل واستشارة لإنتاج الحليب في مناطق جافة بواسطة تغيير أساليب تربية الأبقار، واستخدام أنظمة تبريد وتهوئة في الحظائر وأساليب تغذية متنوعة، وإقامة منشآت لتحلية المياه والطاقة المتجددة.
تعد السودان مطمعا لاسرائيل وذلك لانها السلسة الغذائية لقارة افريقيا، اي ان السودان بوابة لتوغل اسرائيل في قارة افريقيا، كما انها لا تعاني مطلقًا من أزمة مياه، بل على العكس ربما تمثل له التخمة المائية مشكلة بين الحين والأخر، إذ يمتلك العديد من الموارد المائية الدائمة والموسمية، وهو ما يجعل مسألة الاستثمار في المجال الرزاعي استثمارًا مضمونًا وغير محفوف المخاطر، مقارنة بالدول المجاورة.
وتمثل الزراعة والثروة الحيوانية في السودان العمود الاقتصادي لها، حيث لديها ما يزيد عن 175 مليون فدان (الفدان يساوي 4200 متر مربع) من الأراضي الصالحة للزراعة، وأكثر من 100 مليون رأس من الماشية، وقرابة 52 مليون فدان من الغابات والمناطق الصالحة للرعي، وأكثر من 400 مليار متر مكعبٍ معدل هطول الأمطار سنويًا، فيما تمثل إيرادات القطاع الزراعي ما نسبته 48 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للسودان، بينما يشكل هذا القطاع ميدانًا مفتوحًا لاستقطاب الأيدي العاملة والتخفيف من نسبة البطالة.
نستذكر التاريخ في التجارب الزراعية الاسرائيلة في البلدان العربية المجاورة، اولها مصر حيث اشارت تقارير إلى أن الأسمدة والمبيدات التي استخدمتها إسرائيل في مصر كانت مسرطنة وقضت على سلالات القطن، كذلك اليمن، مرورًا بإغراق السوق الأردني بالمنتجات الزراعية الملوثة رخيصة الثمن، وصولًا إلى تدمير الأراضي الزراعية الفلسطينية على الشريط الأمني، بعد إغراقها بمياه ومبيدات سامة لتهجير المزارعين والتأثير على الأمن الغذائي في قطاع غزة.
المصدر : وكالات