اطلاق "ذاكرة الترف النرجسي" سيرة حنان بحلم الثائرين وايمان المنتفضين

رام الله- خبر24- اقيم تحت رعاية الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في رام الله حفل اطلاق كتاب الدكتورة حنان عواد "ذاكرة الترف النرجسي" بحضور نخبة من قادة العمل النضالي والسياسي والثقافي.

وافتتح الحفل بعزف السلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء، ,القيت فيه عدد من الكلمات التي تناولت مفاصل الكتاب، ودور الكاتبة في اثراء المكتبة العربية عامة والفلسطينية بشكل خاص، والتي عبرت عن انتمائها لفلسطين لمدينتها القدس.

وفي اولى كلمات الحفل قال معروف الرفاعي، ان الحديث عن حنان عواد متشعب فهي الشاعرة والاكاديمية والسياسية، وكل منها كثير التفاصيل، فهي اديبة وشاعرة متعددة المواهب وتمتشق الكوفية الفلسطينية رمزا للنضال الوطني دائما، وجعلت من القضية الفلسطينية شغلها الشاغل، ومن الكلمة الملتزمة طريقا ومن الفكر هوية ومن الانسانية هدفا اسمى.

مضيفا ان الدكتورة حنان واصلت دراستها العليا في الجامعات العربية والعالمية، والتحقت بالثورة الفلسطينية وكانت الطفلة المدللة للقائدين الشهيدين "ابو عمار" و"ابو جهاد"، اللذين منحاها ثقة كاملة.

الدكتور واصل ابو يوسف

ومن جانبه قال الدكتور واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان هذه الأمسية مميزة بحضورها النوعي للذين ربطتهم بالدكتورة حنان علاقة مميزة، كيف لا وهي ابنة القدس والشاعر والمثقفة والدؤوبة والحريصة على تحقيق النجاحات التي تراكمت في رصيدها السياسي والنضالي والثقافي.

واضاف ان الدكتورة حنان كانت سباقة في توثيق علاقة الفلسطيني بالحياة اليومية في كتابها "ذاكرة الترف النرجسي" الذي يشكل انعكاسا لما بداخلها من ثورية بانخراطها في الانتفاضة المباركة، وان هذا الاصدار الجديد شكل انعطافا سياسيا في ظل تحديات جدية على صعيد القضية الفلسطينية، وعلى صعيد القدس تحديدا، وخاصة مع شراكة الادارة الامريكية السابقة برئاسة ترامب الذي حاول تمرير صفقة القرن الامريكية، وكيف واجه شعبنا ذلك، لحماية القدس بهويتها وتراثها ومقدساتها.

وقال ابو يوسف ان هذا الاصدار سيضيف جديدا للمكتبة الفلسطينية، ولبنة اضافية في اطار الثقافة والسياسة، وجدير بنا ان نقرأه، ونطلع على محتواه.

الدكتور عاطف ابو سيف

وفي كلمته قال الدكتور عاطف ابو سيف وزير الثقافة ان الدكتورة حنان كانت من الجيل الأخير الذي كان يكتب في الأراضي المحتلة حين كانت الكتابة في ذلك الوقت كمن يحمل البندقية، واضاف ان الكتاب يوثق لسيرة مرحلة لفرد، ويوثق لحياة شاملة تقدم تجارب مختلفة للأجيال القادمة.

واضاف ان الكتابة في الحالة الفلسطينية تبدو اكبر واوسع من كونها من أجل التوثيق ونقل الخبرات والتعبير عن المشاعر، فهي الى جانب كل ما ذكر تبدو مهمة كفاحية ونضالية من أجل تثبيت الحكاية الفلسطينية على هذه الارض، لأن الصراع ليس على الارض فقط بل على الرواية.

وقال ان الدكتورة حنان في كتابها تهدينا حياتها من أجل ان نحيا حياتنا، وعلينا ان نواصل الإيمان بأهمية الكتاب واهمية المعرفة في حياتنا الفردية او الجماعية كشعب، وتوثيق لحياتنا ومسيرتنا وسيرتنا.

الدكتور حسن عبدالله

والقى الدكتور حسن عبدالله رئيس "منتدى العصرية الثقافي" قال فيها ان للدكتورة عواد مؤلفة كتاب "ذاكرة الترف النرجسي" بصمة واضحة في الفعل الثقافي والابداعي الفلسطيني منذ بضعة عقود، واليوم تطلق سيرتها الذاتية، وكتابة السيرة ليست ذكر احداث حتى لو كتبت بصورة موضوعية، وانما فن ادبي كما الرواية والقصة والقصيدة.

فعندما تدخل سيرة ذاتية تتجلى الوقائع والاحداث ويفعل الجدل فعله، التاريخ يعرض مراحله، وعلاقة كل مرحلة بما تليها سياسيا واقتصاديا، وتفصح جدلية الحياة عن ذاتها، في مقولات بين الخاص والعام، والظاهر والجوهر، والسبب والنتيجة، والمضون والشكل والامكانية والواقع وفي قوانين الجدل الفلسفية لا سيما التراكم المعرفي والخبرات الذي يؤدي الى نقلات نوعية في الصفة الانسانية، والتجربة الكلية، وهذا ما وقفت عليه وانا أقرأ "ذاكرة الترف النرجسي" الصادر عن مكتبة "كل شيء" في حيفا.

وقال ان الدكتورة حنان عواد كانت وفية للقائد "ابو عمار" الذي كانت مقربة منه ومعجبة بشخصيته، وهي عاشقة للقدس وابنة لها، دائمة التفاعل معها فيها تكتب وتنتج من وحيها وتبدع، ومن عبقها تعبىء رئتيها كل لحظة بدفقات من هوائها المستمد من قدسية المدينة وعبقها، وفي القدس تعلمت حنان حرفها الاول وكتبت قصيدته الاولى، وعلمت تلاميذها فصيح اللغة العربية.

الدكتور عبدالله صيام نائب محافظ القدس

والقى الدكتور عبدالله صيام نائب محافظ القدس كلمة في الحفل قائلا: يشدني في هذا المساء هذا الحضورلاطلاق الكتاب الابداعي للدكتورة حنان عنوان، التي قدمت سيرة كل مقدسي مشى في دربها.

واضاف، ما زلت اذكر وانا على مقاعد الدراسة قبل بضعة عقود، ما قالته الدكتورة حنان عواد بأن الثقافة هي تقويم، وكيف التقطت الوعي المتوقد مبكرا، وادركت ان الرسالة في القدس يجب ان تكون لحماية الذاكرة والهوية والوعي المستهدف في المدينة، التي كانت تطل حنان على اسوارها من منزلها في وادي الجوز، دون ان تحجبها مستوطنات ومبان اخرى، لكنها ادركت ان حجم الاستهداف كبير، وان الكلمة نضال والرواية ابداع، فانطلقت، وكنت امامها طالبا على مقاعد الجامعة.

صالح عباسي صاحب دار كل شي للنشر في حيفا

كما القى صالح عباسي صاحب دار كل شي للنشر في حيفا، التي اصدرت الكتاب، كلمة قال فيها: أحمل لكم من حيفا وكرملها الشامخ اندى التحيات المضلخة بالزعتر والميرمية.

وقال توقفت قليلا عند إهداء الكتاب وقرأته اكثر من مرة، لتقول حنان "الى من وقف معي والى الذين كانوا ضدي والى من آلمني وزرع ذاكرتي شوكا.."، وابحرت في قراءة الصفحات الطويلة من سيرتك العطرة، قرأت عن محبتك لكل صغير وكبير في العائلة ومحبتك للكون قاطبة فاذا بين يدي قصيدة "لا تبكي" بل تغني وتقول انا رابعة العدوية حيث لا مكان لقلبي المفعم بالمحبة، اي مكان للكراهية.

واضاف " اتذكر الاديب اليهودي الذي رفض ان يكتب في بطاقته الشخصية ان قوميته يهودية واسمه يورام كنيوك، الذي كتب خلال احتلال حيفا، قائلا: كنت أجد في كل بيت عربي أدخله مكتبة، ونجد آلة موسيقية في بيت من كل اربعة ندخلها، سواء بيانو او قانون او كمان، وان الثقافة في تلك الفترة كانت قوية والقراء كثر".
ويضيف عباسي التقيت المؤرخ بولس فرح الذي كان يمتلك مكتبة في حيفا التي كانت ولما تزل عاصمة الثقافة الفلسطينية، وأخذني الى المخازن التي كان يخزن فيها الكتب عام 1978 وقال ان اليونسكو اخبرته ان أكبر نسبة قراء في العالم العربي كانت في فلسطين، وكان لي الشرف ان أصدر اول كتاب لمكتبة "كل شيء" للمؤرخ بولس فرح "الحركة العربية العمالية في فلسطين".

واضاف ان العالم الذي جالت فيه الكاتبة لم يؤثر عليها بل زادها تمسكا بالقضية، وزاد حضور عشيقتك القدس في وجدانها، وتجردت كالمتصوف لخدمة شعبها، مع القائد الوطني الكبير ابو جهاد والقائد الرمز زعيمنا ياسر عرفات، الممتليء بفلسطين والثورة التي تبشر بالغد الآخر والأمل.

حسام ابو النصر

والقى الكاتب والأديب حسام ابو النصر عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، كلمة، نقل خلالها تحية قطاع غزة المحاصر الى القدس الحبيبة، والضفة الصابرة المنتفضة، الرافضة لكل عمليات التطويع والاستيطان والتوسع الامبريالي.

وقال اتشرف اليوم بمشاركتكم حفل توقيع كتاب "ذاكرة الترف النرجسي" للشاعرة الكبيرة الدكتورة حنان عواد، والتي جمعتني بها صداقة طيلة فترة اقامتي القصري في رام الله، لأجد فيها العطاء اللا متناهي والتجدد الدائم امتداداً للإرث الذي حمله الثوار الأولون.

واضاف ان حنان لم تخف اشتياقها وحبها لغزة التي أحبها ابو عمار واتخذها مقرا له، وحملت هذا الوفاء لغزة في وجدانها وكتاباتها.

كلمة المؤلفة الدكتورة حنان عواد

وفي كلمة الدكتور حنان عواد مؤلفة الكتاب قالت "أن تكون كاتبا في ألق الثورة، يعني أن تكون كلماتك سيفا مسلولا وبندقية مجهزة الزناد، وان تحلق في العالم برسالة الكبرياء، وان تكون محور الثقة لقادتنا العظماء، كل هذا بالصور الابداعية والفنية التي ترسم حضورها الزمني بعتق الثورة، والشخوص التي التقيتها في كل مرحلة، وتنير سطورها ذاكرة العظام، الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، صلاح خلف (ابو اياد) وغيرهم من رجالات  الثورة الفلسطينية العملاقة، والذين قبل أن ألقاهم عرفتهم في ضوء ملائكي أخاذ، ولمّا عرفتهم عن قرب، أدركت عظمة التاريخ الفلسطيني".

واضافت عواد "كما ان اللقاء بالشخصيات الابداعية، السياسية والعسكرية لا يمكن حصره، ولكنني بقدر ما أستطيع، حاولت اعطاء الكل حقه في الرواية والواقعية، بدءا من مدينتي وعشق روحي القدس، التي أودعت بها قلبي، وجندت لها قلمي، وانطلقت منها الى الكون في الترحال المعرفي، والتجوال السياسي الثوري لرسم صورة اعجاز البدء فلسطين".

واستطردت بالقول "أذكرها بلحظات الفرح، أذكر ملامحها، وشقاواتي بها، وتحركاتي في أزقتها وشوارعها، وصوت الله أكبر، وأجراس الكنائس، وتنهيدات أسوارها، وشعبها البسيط العميق النظرة، المتوهج الأداء، الذي أحاطني بكل الرعاية والحنان، وأذكر الألم في تجربة الاحتلال، والفقد المعذب.. لحظات تعذبني وتوجعني، تنقلني الى الأهل ،الجيران، والاصدقاء، تنقلني الى الانتفاضة المباركة المشرفة، الى وقفة الشباب المقدسي المشرفة، وديمومة النضال في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي".

وفي ختام الحفل وقعت الدكتورة عواد اهداءاتها للحضور على نسخة من ابداعها الجديد، الذي يقع في 360 صفحة من الحجم الكبير.