"بيتكم عامر" مبادرة شبابية للحفاظ على الموروث الثقافي في غزة

غزة- تقرير "خبر24"- ضمن المبادرات الشبابية والمجتمعية لحماية الموروث الثقافي الفلسطيني أطلق مبادرون في قطاع غزة مشروع "بيتكم عامر" وهو حملة تطوعية لتنظيف وتهيئة الأماكن الأثرية المهمشة.

يرى القائمون على المشروع ان المبادرة تأتي ضمن الحفاظ على الموروث التراثي للبلدة القديمة في مدينة غزة والاهتمام بالبيوت الأثرية كجزء من النشاطات الثقافية والمجتمعية، الذي يساهم في تعزيز الحوار المجتمعي لدى أهالي البلدة القديمة.

وينطلق مشروع "بيتكم عامر" بقيادة فريق من الفنانين والناشطين المجمعيين في البلدة القديمة بالتنسيق والتعاون مع كل من وزارة السياحة والاثار في غزة وبلدية غزة ومركز عمارة التراث "ايوان" بدعم من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، وبتمويل مشترك من "مؤسسة عبد المحسن القطان" والوكالة السويسرية للتنمية.

انطلقت فعاليات الحملة التطوعية لتنظيف وتهيئة، "المدرسة الكمالية" في البلدة القديمة في مدينة غزة، احدى المواقع الأثرية التي شملتها الحملة التطوعية والتي تعتبر من المواقع الاثرية المهمشة منذ سبعينيات القرن الماضي.

"لعل ما شدني للبحث عن المدرسة الكمالية تاريخاً ومكاناً وأين وصل بها الحال اليوم، هو تاريخها العريق وصمود بقاياها إلى يومنا الحاضر"،  بهذه الكلمات تحدث محمود روقة أحد القائمين عن مبادرة "بيتكم عامر" عن المدرسة الكمالية مبينا أنه ليس وحيداً من دق جدرانها، فقد سبقنه الكثير من المهتمين، وليس غريباً منذ أيام معدودات الوصول إلى أرضها وغرفها المهجورة وتنظيف فنائها المثقل بالمخلفات والقاذورات، فلسنوات طويلة ظلت "الكمالية" ترزح وتأن تحت وطأة النسيان والهجران.

ويتابع روقة: "نحن أمام صرح عريق في تاريخ فلسطين عامة وغزة بخاصة، وعليه آن الآوان بأن تنتصر غزة بكل مكوناتها لإحياء هذا المعلم الأثري والتاريخي، لتعود للكمالية الحياة، ولتكون منارة علمية وثورية كما كانت عبر تاريخها المُضيء".

تقع مدرسة الكمالية في البلدة القديمة بحي الزيتون بغزة، وقد سميت حارتها بالكمالية نسبة إليها، والكمالية من الآثار القديمة في ذاك الحي كما حمام السمرة وكنسية القديس برفيريوس ومسجد كاتب ولاية وبيت الإمام الشافي في الجهة الجنوبية للمسجد العمري وسوق الزاوية والقيسارية وأخرى.

تُسجل المراجع أن بناء الكمالية كان عام 1237 م. أي أن عمرها الآن قرابة 787 سنة، إبان الحكم الأيوبي لمصر وبلاد الشام.

وقد سُميتْ بالكمالية نسبة للحاكم الكامل بن العادل الأيوبي (ابن شقيق السلطان صلاح الدين الأيوبي)، لتكون منارة للعلم ومركزاً للتجار والفقراء والضيوف ما بين مصر وبلاد الشام.

حملة مبادرون "بيتكم عامر" أكدت من جديد أنه يمكن للثقافة والفنون بأن تكون اداة حقيقة وفاعلة لتفعيل الحوار المجتمعي وإحداث أثر على تبنى الهوية الثقافية وتقوية الروابط المجتمعية، وتقوم المبادرة  على تحشيد الموارد و تطوير شراكات فردية ومؤسساتية للنهوض بدور حقيقي وفاعل في تطوير المواقع الأثرية المهمشة.