خامنئي يحذّر من "الخداع الأميركي" والصحافة الإيرانية تصف المفاوضات بـ"ساحة حرب"
![خامنئي يحذّر من "الخداع الأميركي" والصحافة الإيرانية تصف المفاوضات بـ"ساحة حرب"](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/2024/december/img-8037.jpeg)
نشرت صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري الإيراني مقالًا ينتقد الدعوات للتفاوض مع الولايات المتحدة، معتبرة أنها تهدف إلى نشر الخوف في المجتمع وخلق خيار زائف بين القبول بالشروط الأميركية للاتفاق النووي أو مواجهة تداعيات داخلية خطيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يُنشر في الإعلام المحلي، خاصة في الفضاء الافتراضي، بشأن ضرورة التفاوض مع واشنطن بأي ثمن، يعتمد على استراتيجية تخويف الشعب وفرض معادلة خاطئة، مفادها أن إيران أمام خيارين: إما القبول بالاتفاق الذي تريده أميركا، أو مواجهة سيناريو يشبه الأزمة السورية.
وأكد المقال أن السياسة الأميركية تجاه إيران ثابتة بغض النظر عن هوية الرئيس، إذ تسعى واشنطن دائمًا إلى احتواء طهران دون تقديم أي تنازلات حقيقية أو رفع العقوبات.
كما اعتبرت الصحيفة أن طاولة المفاوضات ليست سوى ساحة حرب تستخدمها الولايات المتحدة لفرض الاستسلام، مستغلة جميع أساليب الحرب الناعمة والتغلغل لتحقيق أهدافها.
وفي سياق متصل، هاجم المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الولايات المتحدة في خطاب ألقاه الثلاثاء، واصفًا إياها بـ”الخبيثة”، لكنه لم يمنع بشكل صريح التفاوض معها.
ودعا خامنئي إلى اليقظة عند التعامل مع واشنطن، مشددًا على ضرورة الانتباه لمن يجري التفاوض معه. كما حذر من الاتفاقات السرية، مؤكدًا أن “وراء الابتسامات الدبلوماسية تختبئ العداوات العميقة”.
وأضاف خامنئي أن “الإدارة الأميركية تقود القوى الاستكبارية والاستعمارية، وهي خاضعة لنفوذ القوى المالية العالمية”، في إشارة إلى سياسات واشنطن تجاه إيران.
وفي ظل التطورات الأخيرة، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران تنتظر رؤية مقترح الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرًا في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز” البريطانية إلى استعداد إيران للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
أما وزير الخارجية الإيراني، فقد أشار إلى إمكانية استئناف المفاوضات، لكنه أوضح أن الظروف الحالية تختلف بشكل كبير عن السابق، مما قد يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر تعقيدًا.
وشهدت السياسة الإقليمية الإيرانية تغييرات جوهرية بعد رحيل الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة أن الأخير كان مهندس سياسة “الضغوط القصوى” ضد طهران خلال ولايته الأولى.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الإيراني الإصلاحي، مسعود بزشكيان، ومستشاره للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، عن استعداد إيران للتفاوض مع واشنطن.
لكن هذه الدعوات أثارت خلافات داخلية، حيث صعّد رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، من انتقاداته لمواقف بعض المسؤولين، مشددًا على أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية يحددها المرشد الأعلى.
ورغم وصفه الولايات المتحدة بـ”الخبيثة”، إلا أن خامنئي لم يُصدر موقفًا حاسمًا ضد التفاوض، مما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات عدة في المرحلة المقبلة.