"ترامب يوقف برنامج قبول اللاجئين: مصير الآلاف مجهول"

"ترامب يوقف برنامج قبول اللاجئين: مصير الآلاف مجهول"

"ترامب يوقف برنامج قبول اللاجئين: مصير الآلاف مجهول"

أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بوقف برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تعليق جميع الرحلات المجدولة للاجئين الذين حصلوا على الموافقة مسبقًا، بالإضافة إلى إيقاف معالجة الطلبات الجديدة، تاركًا عشرات الآلاف في حالة من عدم اليقين. ترامب برر قراره بأن الولايات المتحدة "غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين والمهاجرين بشكل يضمن المصلحة الوطنية"، في خطوة تعكس السياسات المتشددة التي اتبعتها إدارته لتعزيز أولويات الأمن القومي.

برنامج قبول اللاجئين الأمريكي (USRAP)، الذي تأسس خلال الحرب العالمية الثانية كأحد أبرز الأدوات الإنسانية لإعادة توطين الفارين من الحروب والاضطهاد، بات الآن في مهب الريح. القرار الأخير ألغى رحلات حوالي 10,000 لاجئ كانوا يستعدون للقدوم إلى الولايات المتحدة، من بينهم آلاف الأفغان الذين دعموا القوات الأمريكية كموظفين ومترجمين وتأهلوا للحصول على تأشيرات خاصة (SIV)، والتي على الرغم من عدم ذكرها صراحة في القرار، تأثرت بشكل كبير بتعليق البرنامج.

القرار أثّر بشكل خاص على النساء والأقليات، خاصة الناشطات والصحفيات الأفغانيات اللواتي فررن من قيود طالبان وانتظرن إعادة توطينهن في دول مثل قطر وباكستان. لكن هذه الدول، خاصة باكستان، بدأت تضيق ذرعًا ببقاء اللاجئين على أراضيها، حيث أجبرت في عام 2023 حوالي 800,000 أفغاني على العودة إلى بلادهم. كما تضررت العديد من العائلات التي كانت تأمل في لمّ شملها بالولايات المتحدة، لتجد نفسها في مواجهة مستقبل غامض.

انتقادات واسعة طالت إدارة ترامب بسبب هذا القرار، حيث وصفته "اللجنة الأميركية للاجئين والمهاجرين" بأنه يعرّض حياة اللاجئين للخطر ويقوض القيادة الأخلاقية لأمريكا. وأشار آدم بيتس من مشروع المساعدة الدولية للاجئين إلى أن تعليق البرنامج يشكل "هجومًا مباشرًا على وعود الولايات المتحدة تجاه الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لدعمها". في المقابل، رفعت إدارة الرئيس جو بايدن سقف القبول إلى 100,000 لاجئ سنويًا، في تناقض واضح مع نهج ترامب.

مع تعليق البرنامج، بات آلاف اللاجئين عالقين في دول وسيطة، ما يهدد حياتهم ومستقبلهم، ويضع الولايات المتحدة أمام تساؤلات حول مصداقيتها الأخلاقية ودورها القيادي في مواجهة الأزمات الإنسانية. القرار لم يكن مجرد إجراء سياسي، بل أزمة إنسانية تلقي بظلالها على الفئات الأكثر ضعفًا.


Share:


آخر الأخبار