ترامب يثير غضب نيوزيلندا بتجاهله إرث رذرفورد
![ترامب يثير غضب نيوزيلندا بتجاهله إرث رذرفورد](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/thumbs-b-c-b6a448812c3feaf043dc49ddcdd818cc.jpg)
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً في نيوزيلندا خلال خطاب تنصيبه، عندما نسب إلى الولايات المتحدة فضل شطر الذرة، متجاهلاً دور العالم النيوزيلندي الشهير إرنست رذرفورد، الأب الروحي لعلم الفيزياء النووية. واعتُبر التصريح تقليلاً من أهمية إنجازات رذرفورد العلمية، مما أثار موجة انتقادات واسعة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
رذرفورد، الذي يُعد أحد أبرز العلماء في التاريخ، كان أول من نجح في شطر الذرة عام 1917 أثناء عمله بجامعة مانشستر في المملكة المتحدة. حاز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1908، وخلّد إرثه العلمي من خلال مساهماته في فهم بنية الذرة واكتشاف النواة والبروتون، وهي اكتشافات مهدت الطريق لتطبيقات نووية لاحقة، أبرزها شطر الذرة بشكل نهائي في عام 1932 على يد كوكروفت والتون.
التصريح المثير للجدل جاء أثناء خطاب ترامب الذي استعرض فيه إنجازات أمريكية بارزة، حيث قال: "شطرنا الذرة وأطلقنا البشرية إلى الفضاء"، ما دفع السياسي النيوزيلندي نيك سميث، عمدة مدينة نيلسون، مسقط رأس رذرفورد، للرد قائلاً: "أبحاث رذرفورد حول الذرة أجريت في جامعات عالمية مثل كامبريدج ومانشستر، وسأدعو السفير الأمريكي الجديد لزيارة نصب رذرفورد التذكاري لتصحيح هذا السجل التاريخي."
وسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات تدافع عن إرث رذرفورد وتنتقد تصريح ترامب. وأشار العديد من النيوزيلنديين إلى أن مساهمات رذرفورد خلدتها المناهج الدراسية وصورته على ورقة المئة دولار النيوزيلندية، في إشارة إلى مكانته العلمية والوطنية.
رغم أن الولايات المتحدة لعبت دوراً مهماً في تطوير التطبيقات النووية لاحقاً، يعترف موقع وزارة الطاقة الأمريكية بدور رذرفورد المحوري في هذا المجال. الحادثة أعادت تسليط الضوء على أهمية التاريخ العلمي العالمي ودور العلماء الرائدين مثل رذرفورد، مؤكدةً أن تصريحات السياسيين يمكن أن تكون مثار جدل دولي إذا ما تجاهلت الحقائق العلمية.
هذه الواقعة ليست فقط تذكيراً بدور نيوزيلندا في تاريخ العلم، بل تُبرز أيضاً الحساسية التي تحيط بتصريحات القادة السياسيين، ودورها في استحضار إرث الشعوب وإثارة الجدل حول السرديات التاريخية.