خاص- وكالة خبر 24- انفجار سياسي غير مسبوق يهدد العالم بعد عودة ترامب"

خاص- وكالة خبر 24- انفجار سياسي غير مسبوق يهدد العالم بعد عودة ترامب"

خاص- وكالة خبر 24- انفجار سياسي غير مسبوق يهدد العالم بعد عودة ترامب"

وسط أجواء مشحونة بالتوتر والتحديات، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليبدأ ولايته الثانية، محاطًا بمزيج من الأمل الحذر والخوف من المجهول. العالم شَهِدَ لحظة تاريخية غامضة، إذ تزامن تنصيبه مع ذكرى تكريم الزعيم الحقوقي مارتن لوثر كينغ، رمز النضال من أجل الحقوق المدنية، ووسط حالة الحزن على وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي عُرف بسياساته الإنسانية. تناقضات حادة تلخص اللحظة الراهنة، حيث يفتح ترامب فصلًا جديدًا من قيادته، محفوفًا بالتحديات والانتقادات.
خطاب ترامب التنصيبي كان صاخبًا كما توقعه كثيرون، حيث تحدث بلهجة لا تخلو من التحدي والانتقام، مسترجعًا أحداث ولايته الأولى المثيرة للجدل، وفي الوقت نفسه، وضع خطوطًا عريضة لسياسات أكثر قسوة وجرأة. من توقيع عشرات الأوامر التنفيذية المثيرة للجدل إلى تعيين شخصيات ذات مواقف متطرفة، بدا واضحًا أن ترامب عاد بعزيمة لا تعرف الحدود، وبرؤية قد تضع العالم أمام واقع سياسي جديد مليء بالصراعات.
ولكن السؤال الذي يلوح في الأفق: هل ستتحول فترة حكمه الثانية إلى محطة لتصفية الحسابات داخليًا وخارجيًا، أم أنها ستكون انطلاقة نحو إعادة تشكيل المشهد العالمي وفق رؤيته؟ لتفكيك هذه التساؤلات، تحدث البروفيسور جون ضبيط، الخبير في السياسة الأمريكية والعلاقات الدولية، في قراءة تحليلية معمقة لسياسات ترامب الجديدة وتأثيرها على مختلف الأصعدة.

سياسات ترامب: "تحرك خطير نحو التطرف"
علق البروفيسور جون ضبيط على حزمة الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب في ساعاته الأولى قائلاً:
"ما نراه الآن هو نسخة أكثر تطرفًا من ترامب، تسعى لتصفية الحسابات داخليًا وخارجيًا. قراره بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، على سبيل المثال، ليس مجرد خطوة رمزية، بل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بالتعاون الدولي حتى في القضايا التي تمس البشرية جمعاء. هذه السياسة تعزل أمريكا عن العالم وتجعلها أقل قدرة على التأثير."
الهجرة: "قسوة غير مسبوقة"
أبرز قرارات ترامب كان تشديد قوانين الهجرة، بإغلاق الحدود الجنوبية ومنع منح الجنسية للأطفال المولودين على الأراضي الأمريكية لأبوين غير شرعيين. وحول ذلك قال البروفيسور ضبيط:
"هذا القرار يناقض المبادئ الدستورية التي قامت عليها الولايات المتحدة، ويهدد ملايين الأسر التي تسعى لتحقيق الحلم الأمريكي. إنه دليل على توجه الإدارة لتبني سياسات قاسية لا تهتم بالإنسانية، بل بالتحريض الشعبوي."


القضية الفلسطينية: "ضوء أخضر للمستوطنين"
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أشار ضبيط إلى أن السياسات الجديدة تمثل تهديدًا حقيقيًا. قال:
"إلغاء القرارات التنفيذية التي وضعت المستوطنين المتطرفين على القوائم السوداء هو بمثابة ضوء أخضر لهؤلاء لتكثيف اعتداءاتهم على الفلسطينيين. هذه الخطوة تعكس تحيزًا صارخًا ضد الحقوق الفلسطينية، وتؤكد أن ترامب مستمر في سياسة ضرب أسس العدالة الدولية."
وأضاف:
"كما أن تعيين شخصيات متطرفة مثل مايك هاكبي، الذي أنكر وجود الشعب الفلسطيني، سفيرًا لدى إسرائيل، يعكس توجهًا لتصعيد الصراع بدلًا من محاولة الوصول إلى حلول عادلة. هذه السياسات تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل مباشر."
الهجوم على المحكمة الجنائية الدولية: "حرب على العدالة"
وعن قرار ترامب إلغاء دعم المحكمة الجنائية الدولية، قال جون ضبيط:
"الهجوم على المحكمة يهدف إلى حماية الحلفاء من المساءلة الدولية، وخاصة إسرائيل، التي تواجه تقارير متزايدة عن انتهاكات حقوق الإنسان. هذا القرار يعكس رغبة الإدارة في تقويض العدالة الدولية، وهو مؤشر خطير على تصاعد الإفلات من العقاب."

مرحلة جديدة من الصراعات؟
يرى البروفيسور ضبيط أن عودة ترامب تمثل بداية مرحلة سياسية مليئة بالتحديات والصراعات، على المستويين الداخلي والخارجي. وقال في هذا السياق:
"القرارات التي اتخذها ترامب فور توليه المنصب تشير إلى أنه عازم على إحداث تغييرات جذرية، لكنها تغييرات تحمل طابع المواجهة والانقسام. من الصعب أن نرى كيف يمكن لهذه السياسات أن تخدم المصالح الأمريكية أو العالمية، خاصة أنها تعتمد على التحدي بدلًا من الحوار."
وختم البروفيسور جون ضبيط حديثه برسالة تحذير:
"إذا استمر هذا النهج، فإن العالم سيواجه عواقب وخيمة، من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى تعميق الانقسام داخل المجتمع الأمريكي. المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع—سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها—موقفًا حازمًا ضد سياسات تعيدنا إلى الوراء بدلًا من التقدم."

ترامب والانتقام السياسي: إلى أين سيقود العالم؟
بخطوات مليئة بالتحدي والتطرف، يبدو أن ترامب يضع العالم أمام طريق مجهول، مليء بالانقسامات والأزمات. وبينما تنتظر الولايات المتحدة والعالم نتائج هذه السياسات، يبقى السؤال الأساسي: هل ستكون هذه الفترة بداية النهاية لنفوذ ترامب، أم أنه سيواصل ترسيخ رؤيته التي لا تعترف بالحدود؟


Share:


آخر الأخبار