معارك شرسة في الخرطوم.. الجيش يتقدم نحو وسط المدينة ويضغط على الدعم السريع

معارك شرسة في الخرطوم.. الجيش يتقدم نحو وسط المدينة ويضغط على الدعم السريع

معارك شرسة في الخرطوم.. الجيش يتقدم نحو وسط المدينة ويضغط على الدعم السريع

تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة محاور داخل العاصمة الخرطوم، حيث شهدت الساعات الماضية معارك عنيفة، لا سيما في محيط جسر سوبا جنوب شرق العاصمة.

وبحسب مصادر عسكرية، شنّ الجيش هجومًا مفاجئًا صباح اليوم السبت، تمكن خلاله من تدمير عدد من المركبات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع، في محاولة منه للسيطرة الكاملة على الجسر الاستراتيجي.

 في المقابل، عززت قوات الدعم السريع انتشارها في الناحية الشرقية للجسر، في محاولة لمنع الجيش من إحكام قبضته عليه، كونه أحد آخر المعابر المتبقية لها داخل الخرطوم.

لم تقتصر الاشتباكات على شرق العاصمة، بل امتدت أيضًا إلى وسط الخرطوم، حيث دارت معارك ضارية بين الطرفين. وأطلق الجيش السوداني قذائف صاروخية من مواقعه في أم درمان، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في محيط القصر الرئاسي.

في تطور لافت، تمكنت قوات المدرعات التابعة للجيش من التقدم والوصول إلى محطة جاكسون، أكبر محطة مواصلات عامة وسط الخرطوم، ما يشكل تحولًا مهمًا في معركة السيطرة على وسط العاصمة.

يُعد جسر سوبا أحد آخر المعابر التي تربط شرق النيل بالخرطوم، والسيطرة عليه تعني تضييق الخناق أكثر على قوات الدعم السريع، مما قد يدفعها إلى الانسحاب نحو قلب العاصمة.

كذلك، فإن وصول الجيش إلى مشارف محطة جاكسون من شأنه قطع طرق الإمداد التي تستخدمها قوات الدعم السريع بين وسط الخرطوم وجنوبها، حيث تتمركز بشكل كثيف. وفي حال واصل الجيش تقدمه، فقد يتمكن من عزل القوات المنتشرة وسط الخرطوم عن دعمها القادم من الجنوب، ما يزيد الضغط عليها ويدفعها إلى التراجع.

على الصعيد السياسي، استدعت الحكومة السودانية سفيرها لدى كينيا، احتجاجًا على استضافة نيروبي اجتماعات تحضيرية لقوات الدعم السريع، والتي تسعى إلى تشكيل حكومة موازية.

ووصفت وزارة الخارجية السودانية هذه الخطوة بأنها “عمل عدائي”، معتبرة أن استضافة كينيا لهذه اللقاءات يشجع على تقسيم السودان وانتهاك سيادته. كما نددت جامعة الدول العربية بهذه التحركات، محذرة من مخاطر المساس بوحدة البلاد.

في المقابل، دافعت الخارجية الكينية عن موقفها، مؤكدة أن استضافة هذه اللقاءات تأتي ضمن جهودها لدعم مفاوضات السلام، عبر توفير منصات محايدة للأطراف المتنازعة.

منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، تسبب القتال في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

بينما يسيطر الجيش السوداني على معظم شرق وشمال البلاد، تفرض قوات الدعم السريع هيمنتها على إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب، وسط مخاوف من أن يؤدي الصراع المستمر إلى تفكك السودان وزيادة الأوضاع سوءًا.


Share:


آخر الأخبار