ومضات

ومضات

ومضات

وليد بطراوي

يوم لك ويوم عليك

كنت قد اقترحت حلاً للأزمة المرورية في مدينتي رام الله والبيرة، لكن أحداً لم يُصغِ إليّ، أو ربما لأنها استندت الى تجربة فرضها الاحتلال الإسرائيلي في سنوات بعيدة، وهي ان يتم منح المركبات الخاصة التي تدخل باستمرار الى المدينتين ملصقات تحدد يومين فقط في الأسبوع التي يسمح بهما الدخول الى مناطق الأزمة، على أن يتم إيقاف المركبات على أطراف المدينتين وتوفير مواصلات عمومية بتسعيرة مخفضة. هذا سيحل على الأقل الأزمة وسط البلد.

الله لا يحوجك لمعاملة

ورطة لا أتمناها لا لصديق ولا لعدو. كان علي أن أحصل على بعض الوثائق من مجموعة من الدوائر الحكومية، فكانت البداية، وتبين أن لا نهاية لها. فقد وجدت أن سلسلة الإجراءات منها ما هو منطقي ومنها ما هدفه "تعذيب" المواطن. والأدهى من ذلك، أن هذه الإجراءات لا يتم نشرها للمواطنين، وإن نشرت فتكون على شكل نصوص يصعب فهمها، فهي موجهة للموظفين في المؤسسة لا للمواطنين، وفي بعض الأحيان، حتى الموظفون لا يمكنهم التعامل مع معاملة غير عادية ولم يمر عليهم مثلها سابقاً، فيبدأ الاجتهاد، واستشارة الموظفين الآخرين، والتردد في اتخاذ الإجراء خوفاً من الوقوع في الخطأ، فيطلب منك أن تأتي بورقة إضافية تقضي نهارك وأنت في دائرة أخرى لإحضارها، ثم يتبين أن الموظف/ة قد أخطأ، فالورقة إما غير مطلوبة، أو أن عليك أن تعود لإضافة او تعديل النص الذي طلب منك أساساً بشكل خاطئ!
أبو سمعان غايب!

الأحد الماضي وردني اتصال من دائرة الاعلام في احدى الوزارات، فظننت ان المتصل سيعاتبني او يستفسر مني عن امر يخص مؤسسة تابعة للوزارة كنت اثرته في "ومضات" قبل يوم من الاتصال. عرّف الشخص على نفسه، وسأل "بحكي مع الأستاذ وليد بطراوي؟" اجبت بالإيجاب، فما كان منه الا ان اردف "احنا بنحدّث قائمة الاتصال اللي عنا، فحبينا نتأكد من رقم تلفونك وإيميلك". إن دل هذا على شيء، فإنه يدل على أن معظم دوائر الإعلام في الوزارات ما هي إلا علاقات عامة لتبجيل الوزير، وليس عمله، وان عملية تحديث البيانات تكون من أجل إرسال بيان يبجل الوزير.

مش واصل لعندكم

في كثير من المرات، ابحث عن معلومة من المفترض أن تكون متاحة للعامة و"غير "مصنفة" على أنها سرّية، فلا أجدها. فأتصل بالمؤسسة المعنية، فيطلب مني "تفضل أوصل لعنّا وسنعطيك كل المعلومات". ربما أستطيع الذهاب إلى المؤسسة، وربما يكون ذلك لصالحي، فقد أكتشف أمراً لم أفكر به، وهذا جزء من عملي، لكن المواطن بعكسي تماماً، يجب ان تكون المعلومات متاحة له دون الحاجة للذهاب إلى أي مكان.
لو كنت مسؤولاً

من أولئك المسؤولين الذين صاروا مسؤولين بالصدفة، أي وجدت في المكان المناسب والوقت المناسب والظرف المناسب والدعم المناسب من مسؤولين آخرين، والدفش المناسب حتى املّي منصبي الذي لست أهلاً له، لما تنمرت على الآخرين ولما اتخذت قرارات شخصية تعبر عن نقص في داخلي وغرور لا محدود، ولتذكرت دائماً أنني مسؤول بالصدفة.
الشاطر أنا

صحيح إنه انا فاتح مدرسة شطارة، بس الحياة والتجربة أكبر مدرسة للشطارة. قبل كم شهر، التقيت بشخص، أعطاني كرته وقال لي إذا احتجت أي شي احكيني. روّحت ع الدار، حطيت الكرت في مكان ما مش عارف وين وقلت في عقلي شو ممكن يكون بدي منه هالزلمة في يوم من الأيام، فأهملت الكرت. المهم الإثنين الماضي، طلعت في وجهي معاملة ما بحلها الا هالزلمة، وهات عاد لاقي كرته!