تقرير: إسرائيل تراجعت عن مهاجمة إيران ليلة الإثنين

تقرير: إسرائيل تراجعت عن مهاجمة إيران ليلة الإثنين

تراجعت إسرائيل عن هجوم كانت على وشك شنه على إيران، مساء يوم الإثنين الماضي، بحسب ما جاء في تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي، نقلا عن ثلاثة مصادر أميركية ومصدرين إسرائيليين.

جاء ذلك فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن "إسرائيل ستجد صعوبة في تنفيذ المخطط الأصلي الذي أعدته للرد على الهجوم الإيراني".

ووفقا للتقديرات الأميركية، فإنه "من المرجح أن تؤدي ضربة إسرائيلية صغيرة داخل إيران إلى رد فعل إيراني"، فيما "تأمل واشنطن أن يكون رد إيران على أي ضربة إسرائيلية أصغر من هجومها الأول، وأن يؤدي ذلك إلى وقف تبادل الهجمات".

وأكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين، أن "التصعيد مع إيران لن يخدم مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل"، وشددوا على ضرورة أن يكون الرد الإسرائيلي "محدودا قدر الإمكان".

ونقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين اثنين قولهما إن "كابينيت الحرب بحث إعطاء الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجوم ضد إيران، مساء الإثنين الماضي، لكن في النهاية تقرر عدم القيام بذلك لأسباب عملياتية".

قال مسؤول أميركي رفيع إن مسؤولين إسرائيليين كبار أبلغوا إدارة بايدن يوم الإثنين، بالاجتماع المزمع لكابينيت الحرب، لبحث الرد المحتمل ضد إيران، وأن إسرائيل ستبلغ الإدارة الأميركية بالقرارات التي تم اتخاذها خلال المداولات.

وفي نهاية اجتماع كابينيت الحرب، أبلغت إسرائيل كبار المسؤولين في إدارة بايدن أنها قررت الانتظار قبل ضرب إيران، وعدم الهجوم ليلة الإثنين. وقال مسؤول أميركي "لسنا متأكدين من سبب اتخاذ هذا القرار ومدى جدية خطة الهجوم".

وأكد مسؤول أميركي رفيع آخر تحدث لموقع "أكسيوس" أن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن، يوم الإثنين، بعد اجتماع كابينيت الحرب، أنه تقرر الانتظار قبل الرد على الهجوم الإيراني، دون أن تذكر سبب القرار.

وشدد مسؤول إسرائيلي رفيع على أن "قرار الرد على الهجوم الإيراني قد اتخذ، لكن السؤال الذي يبقى مفتوحا هو كيفية الهجوم بالضبط وتوقيته".

بدوره، أبلغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزيري خارجية ألمانيا وبريطانيا اللذين يزوران تل أبيب، أن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني لكنها ستفعل ذلك بطريقة "محسوبة"، بحسب ما أفاد مصدر مطلع.

وأشار المصدر إلى أن نتنياهو لم يظهر خلال الاجتماعات إحساسا بالإلحاح في ما يتعلق بالرد على إيران، بل ذكر أن إسرائيل بحاجة إلى "إنهاء المهمة" ضد حماس في غزة، وهو أمر يدعي أنه "سيضعف قدرة إيران على إيذاء إسرائيل".

وشدد على أن وزير الأمن، يوآف غالانت، الوزيرين في كابينيت الحرب، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وكذلك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، يضغطون للرد على إيران.

وكانت التقارير الإسرائيلية قد كشفت أن إسرائيل تراجعت عن رد فوري ومتزامن على الهجوم الإيراني، ليل السبت الأحد الماضي، وأشارت التقارير إلى أن قرار الرد الفوري كان يحظى بدعم من جميع أعضاء أعضاء كابينيت الحرب.

وبحسب التقارير، فإن الهجوم ألغي في اللحظة الأخيرة، في أعقاب مكالمة هاتفية بين رئيس الحكومة، نتنياهو، والرئيس الأميركي، بايدن، الأمر الذي كانت قد أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولَين إسرائيليين.

ومساء الأربعاء، نقلت "كان 11" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن نتنياهو "قرر الانتظار إلى حين التحدث هاتفيا مع الرئيس الأميركي، جو بادين"، وتابع "لن يكون الرد كما كان مخططًا له - فقد زادت الحساسية السياسية".

وتابع "سيكون هناك رد، لكن على الأغلب سيكون مختلفا عما كان مخططا له ومختلفا عما كان ينبغي التصرف به على الفور في الليلة بين السبت والأحد".

وفي إطار الضغط على إسرائيل لتجنب رد فعل استثنائي، قال دبلوماسيون تحدثوا مع مسؤولين إسرائيليين كبار: "لا أحد يضمن أننا سنكون قادرين على منع الهجوم الإيراني القادم بنسبة 100%".

وأفاد دبلوماسيون غربيون بأن "الاعتقاد هو أن إسرائيل سترد، والسؤال هو كيفية التأكد من أن الرد لن يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق"، في حين يدفع شركاء في حكومة نتنياهو في اتجاه "مهاجمة منشآت حساسة في إيران".

ومع مرور الوقت، "تضاءل فرص تنفيذ ضربة انتقامية كبيرة في إيران"، بحسب ما نقلت "كان 11" عن مسؤول رفيع في الحكومة، علما بأن "معظم صناع القرار في إسرائيل يعتقدون أنه يجب الرد في أسرع ما يمكن".