تحقيق جديد: الاحتلال قتل الطفل أيمن الهيموني بدم بارد وجنوده سخروا من والده

كشف تحقيق أجرته صحيفة الغارديان البريطانية أن كاميرات المراقبة وثّقت لحظة استشهاد الطفل أيمن الهيموني برصاص أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأظهرت اللقطات أن الرصاصة القاتلة أُطلقت من جهة تمركز الجنود، ما يدحض أي ادعاءات إسرائيلية حول الحادثة.
وفقًا لشهادة والد الشهيد، لم يكتفِ الجنود بقتل طفله، بل سخر أحدهم منه قائلًا: “أطلقت النار على ابنك بلا سبب.. نأمل أن تتبعه قريبًا”، في مشهد يعكس وحشية الاحتلال وانعدام الإنسانية.
وأوضحت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن الرصاصة اخترقت ظهر الطفل واستقرت في رئتيه، مشيرةً إلى أن استهداف الأطفال بات نهجًا ممنهجًا لجيش الاحتلال في محاولة لإخضاع الفلسطينيين.
كما حذّر ناشطون في مجال حقوق الإنسان من تزايد أعداد الضحايا الأطفال مع نقل الاحتلال تقنياته العسكرية المستخدمة في غزة إلى الضفة الغربية.
وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إن ما جرى للهيموني يتكرر مع أطفال فلسطين يوميًا، مؤكدًا أن قتل الأطفال سياسة متعمدة ينتهجها جيش الاحتلال، الذي قتل مئات الأطفال بالطائرات المسيّرة بدعم أميركي، بينما يعمل على شيطنة الفلسطينيين لتبرير جرائمه.
ورغم محاولات الإعلام العالمي تسليط الضوء على هذه الانتهاكات، يواصل الاحتلال سياسة الإفلات من العقاب. ولم يرد جيش الاحتلال على استفسارات الغارديان حول الجريمة، إذ تكتفي إسرائيل أحيانًا بإعلان تحقيقات شكلية تحت الضغط الإعلامي، لكنها نادرًا ما تؤدي إلى إجراءات فعلية.
وسبق أن وثّقت منظمة يش دين الحقوقية أن احتمال محاكمة جندي إسرائيلي بتهمة قتل فلسطيني لا يتجاوز 0.4%، أي محاكمة واحدة فقط لكل 219 جريمة قتل يرتكبها جنود الاحتلال.
ففي عام 2019، حكم على جندي بالخدمة المجتمعية لمدة شهر واحد فقط بعد قتله طفلًا فلسطينيًا في غزة، مما يعكس مدى تساهل القضاء الإسرائيلي مع جرائم جيشه.
وفي ظل حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، قتل الاحتلال عشرات الآلاف من الأطفال في غزة والضفة والقدس المحتلة، فيما اعتقل ما يزيد عن 770 طفلًا منذ بدء العدوان، بعد التنكيل بهم وبعائلاتهم في حملات دهم واعتقالات وحشية طالت مختلف المناطق الفلسطينية.