زيلينسكي يطلب من ترامب مزيدا من الدعم لأوكرانيا

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن رغبته في رؤية مزيد من الدعم والمساندة لبلاده من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء ذلك في تصريح لوسائل إعلام من ضمنها الأناضول، قبيل مغادرته مطار أسن بوغا بالعاصمة التركية أنقرة، مساء الثلاثاء
وقال زيلينسكي في هذا الصدد: "أود أن يساندنا ترامب أكثر، فالجمهوريون والعديد من الديمقراطيين يدعموننا ولا أريد أن أفقد هذا الدعم".
وأوضح أن إقامة واشنطن علاقات مع موسكو قرار عائد لها، مضيفاً: "نلاحظ أنهم (الأمريكيون) يخرجون (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من العزلة السياسية، ولكن هذا قرارهم، فهم يجرون محادثات معه".
وانتقد زيلينسكي عدم مشاركة أوكرانيا في المحادثات المتعلقة بإنهاء الحرب، مشيراً إلى أنه "عندما يقال إن هذه خططنا لإنهاء الحرب، فإن ذلك يثير لدينا عديدا من التساؤلات".
وأجرى وفدان روسي وأمريكي، الثلاثاء، محادثات ثنائية في العاصمة السعودية الرياض، تناولت العلاقات بين البلدين وسبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي بالخصوص: "لم تتم دعوتنا لهذا الاجتماع، وتزامن مع زيارتي للسعودية. لا أريد أن يبدو الأمر كأنه لعبة، لأن هذا ليس مجرد لعبة. لا نريد فقدان الثقة، فالأمر يمس الحالة النفسية والعاطفية للأوكرانيين. لا أريد أن يشعر شعبنا بأنهم مخدوعون".
وأردف: "أين نحن من ذلك؟ أين موقعنا على طاولة المفاوضات؟ هذه الحرب تجري داخل أوكرانيا. بوتين يقتل الأوكرانيين، وليس الأمريكيين. ولا يقتل الأوروبيين، بل الأوكرانيين هم من يموتون".
وتابع: "لا يمكن إجراء مفاوضات دون أوكرانيا، يمكنكم مناقشة ما تريدون، لكن إذا جرت مناقشة أمور تخصنا بدوننا، فلن نقبل بذلك، وقد أوضحنا هذا الأمر بشكل صريح".
وأعرب زيلينسكي عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا، قائلًا: "أتمنى أن يساندنا السيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر".
وبشأن وعد ترامب بإنهاء الحرب، أكد زيلينسكي أنهم يريدون أن يتحقق ذلك، وأن كييف ستواصل متابعة التطورات عن كثب.
كما شدد الرئيس الأوكراني على أن بلاده ستكون منفتحة على الاستثمارات إذا تم تحرير أراضيها المحتلة وحماية مواردها الطبيعية.
وبخصوص طلب الولايات المتحدة معادن نادرة من أوكرانيا، قال زيلينسكي: "لا نريد أن نكون مركزاً للمواد الخام لأي قارة. لن يكون لعلاقات الصداقة أو الشراكة أي تأثير على هذا الأمر. إنه أمر منصوص عليه في دستورنا، وبصفتي رئيساً، لا أريد انتهاك الدستور. سأحمي أراضينا ومصالحنا".
وتابع: "لدينا الغاز والنفط والمعادن النادرة، ولكن للأسف، بعضها يقع تحت الاحتلال. يجب علينا تحرير هذه المناطق. نحن بحاجة إلى أن يفهم شركاؤنا أن فرض عقوبات مالية على روسيا وسحب استثماراتهم من هناك سيجبرها على التراجع".
وأكد أن بلاده تريد سلاما عادلا ودائما ومستداما، مبينا أن محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كانت تتناول دائما قضايا ملموسة.
وأردف: "خلال اللقاء الأخير، أجرينا مفاوضات جوهرية للغاية. لا يمكننا الإفصاح عن جميع التفاصيل، ولكن يمكنني القول إنني راضٍ عنها".
وأشار زيلينسكي إلى ضرورة دعم القانون الدولي والسيادة ووحدة الأراضي في كل الظروف.
وأضاف: "الأمر يتعلق بفقدان عشرات الآلاف، بل مئات آلاف الأرواح وبوجود أيتام وتدمير المنازل. لذلك، أود أن أشكر تركيا على استضافة الأطفال الأوكرانيين الأيتام".
وأردف: "نريد سلاما عادلا ودائما ومستداما. لا نريد أن يعود الموت إلى بلادنا، ولا نريد أن نتحول إلى سوريا جديدة. هذه مطالب عادلة تماما. يجب معاقبة جميع المجرمين. ومن الضروري التعاون مع من يمكنهم تقديم ضمانات أمنية حقيقية لنا".
- يجب أن نكون جزءا من سوق كبير مثل الاتحاد الأوروبي
وأوضح زيلينسكي أنه ناقش مع ترامب إنهاء الحرب، محذرا من أن "بوتين قد يخدع الجميع، كما فعل بعد اتفاقيات مينسك".
وتطرق إلى عضوية أوكرانيا في الناتو، مشيرا إلى أن "الرئيس أردوغان يدرك أهمية ذلك، وقد أكد دعمه لانضمام أوكرانيا إلى الحلف".
ولفت إلى أن 99 بالمئة من القادة الأوروبيين يدعمون عضوية كييف في الناتو، وأن بعض الدول مثل سلوفاكيا والمجر وألمانيا والولايات المتحدة، لم تدعم بعد هذه الفكرة.
وأكمل: "إذا لم يكن الانضمام إلى الناتو خياراً، فما الضمانات التي سنتحدث عنها؟ لدينا جيش قوي، لكنه بحاجة إلى دعم مستمر بالأسلحة والتمويل. كما أننا بحاجة إلى ضمانات اقتصادية، ولهذا يجب أن نكون جزءاً من سوق كبير مثل الاتحاد الأوروبي".
وتساءل زيلينسكي عن سبب القلق بشأن نشر قوات دولية في أوكرانيا، قائلاً: "إذا كان الجميع واثقاً بأن بوتين لن يعود للحرب مرة أخرى، فلماذا التردد في نشر قوات بأوكرانيا؟ نحن نأخذ في الحسبان سيناريو عدم تكرار هذه الحرب. وقد ناقشت هذا البعد من الضمانات الأمنية مع الرئيس أردوغان".
وزاد: "يجب أن نحصل على ضمانات أمنية حقيقية، وليس مجرد كلمات. نحن مستعدون لهذا النوع من الحوار. لا أحب التحدث مع بوتين، فنحن أعداء، ولكننا سنفعل كل شيء لإنهاء هذه الحرب. لا نلعب الشطرنج، فكل خطوة قد تعني فقدان المئات أو آلاف الأرواح".
ورداً على تصريحات بوتين التي تشكك في شرعيته رئيسا، قال زيلينسكي: "وفقا للدستور الأوكراني، لا يمكن إجراء انتخابات خلال الحرب (..) لذا، ما دامت الحرب مستمرة فإن شرعيتي رئيسا قائمة".
وبخصوص التعاون مع تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، قال زيلينسكي: "تحدثنا مع شركتي بايكار وبيرقدار. لديهما مكاتب في أوكرانيا. وتركيا تبني أيضا فرقاطتين للقوات البحرية الأوكرانية، إحداهما اكتملت، والآخرت ستكون جاهزة في 2026".