الثامن من آذار مختلف هذا العام بقلم سندس خلف

الثامن من آذار مختلف هذا العام بقلم سندس خلف

الثامن من آذار مختلف هذا العام

بقلم: سندس خلف

يحتفل العالم في 8 آذار من كل عام بيوم المرأة، وهو فرصة لتجسيد إرادة المرأة والتحديات التي تواجهها في جميع أنحاء العالم، ولكن في فلسطين كل شيء مختلف، فإرادة المرأة الفلسطينية مختلفة عن إرادة غيرها، والتحديات التي تواجهها ليست كأي تحديات تواجهها غيرها من النساء، المرأة الفلسطينية صامدة ومضحية في كل الميادين.

هذا اليوم من هذا العام جاء مختلفاً، جاء ليوثق بشاعة ما تمر به المرأة الفلسطينية وتحديداً الغزاوية، في ظل حرب "طوفان الأقصى" وانتهاكات الاحتلال المستمرة،  منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن 9 آلاف أنثى في غزة استشهدن وانتهت حياتهن، 9 آلاف أنثى قتلهن الاحتلال بدم بارد أمام عيون العالم أجمع، 9آلاف من بناة الأجيال وأساس المجتمع حرمن من العيش كغيرهن من النساء، لم تقتصر المأساة فقط على استشهاد 9 آلاف أنثى، فمن بقيت من النساء على قيد الحياة، بقيت تتجرع مرارة الفقد والعيش، الكثير منهن خسرن فلذات أكبادهن، ومنهن من تعيش كل يوم في حسرة وعجز وهي ترى أطفالها يتضورون جوعاً وهي لا تقدر على توفير أبسط ما يُمكنهم من البقاء على قيد الحياة على الأقل.

60 ألف امرأة حامل في غزة، يحملن في أرحامهن جيلاً جباراً عانى قبل ولادته وقبل أن تتفتح عيونه لنور الحياة، هؤلاء الأطفال ستتفتح عيونهم على الخراب والدمار والقصف والدماء، هذا إن كانت لهم فرصة في القدوم إلى الحياة أصلاً، فالخطر يهدد حياة هؤلاء الأطفال، من قصف وقتل ونقص رعاية طبية، وهذا صراع آخر يواجه نساء غزة، وهو كيف يمكنها الحفاظ على حياة جنينها بالرغم من كل العجز والقهر الذي يحيط بها.

 ما زال العالم صامتاً، وما زالت غزة ونساؤها تعاني، ما زالت الدماء تهدر بدم بارد، وما زال الاحتلال يمارس عنجهيته ووحشيته دون رادع، وما زال العالم يحتفل بيوم المرأة، والعالم أجمع ينادي بتلك الشعارات السخيفة وينادي بحقوق المرأة، أي شعارات وأي احتفال والمرأة في غزة محرومة من أبسط حقوقها.