غزة- خبر24- ألقى فايروس كورونا بظلاله على العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص، ولأن ما لا يدرك كله لا يترك جله، جاء التعليم الالكتروني ليبقى الطالب على تواصل مع المناهج الدراسية والتعليم ولو بالقليل.

هذا التعليم بنمطه الجديد كان عبئا اضافيا على المرأة في قطاع غزة وخاصة الموظفة فدخل التعليم الالكتروني الخدمة الاجبارية الى جانب الخدمات اليومية التي تقوم بها النساء.

جهاد أبو عياد أم لأربعة أطفال وموظفة، أكدت أن التعليم عن بعد سلاح ذو حدين له فوائد وله ضغوطات زادت الاعباء على كاهل الاسرة وبالذات الام كونها هي العنصر الرئيسي لعملية تدريس الابناء ومتابعتهم.

تنتهي ابو عياد من وظيفتها قبل الظهر بقليل لتعود مسرعة لعلها تدرك طفلها في الصف الثالث فهو لن يكون قادرا على التركيز لساعات كثيرة وفي ذات الوقت فهو يحتاج لإعادة شرح ما شرحته المدرسة.

تقول ابو عياد:" الصغار غير قادرين على متابعة حصصهم لوحدهم لصغر سنهم او لعدم قدرتهم على استخدام الأجهزة وعدم رغبتهم للبقاء فترة طويلة على الأجهزة أو عدم قدرتهم على فهم نقطة معينة من الفيديو، وبالتالي نقوم بدور المعلم مرة أخرى ونعيد شرح ما تم شرحه مجددا ونتابع كتاباتهم من الواجبات، ما يزيد من عبئ المرأة العاملة التي لديها أعباء منزلية وواجبات اخرى".

وتستدرك ابو عياد أنه رغم الأعباء المعنوية إلا أن التعليم عن بعد أبقى أطفالها على علم ودراية وقريبين من مهارات الكتابة والقراءة وعلى دراية بالمناهج والمواد الاساسية في ظل أن التعليم الوجاهي غير متاح.

أعباء مادية فرضها التعليم الالكتروني على الاسرة الغزية التي يعاني معظم أفرادها من أوضاع اقتصادية صعبة، فاضطرت بعض الاسر الى توفير الاجهزة بعدد ابنائها وتوفير سرعات انترنت عالية الجودة، بينما امتنعت اسر اخرى من الالتحاق بالتعليم عن بعد وهنا لم يكن هناك عدالة من حيث أن التعليم حق للجميع.

وأطلقت وزارة التربية والتعليم العالي بغزة البث التجريبي لقناة مرئية "روافد التعليمية" على البث الأرضي الرقمي في قطاع غزة.

وتُعد القناة إضافة نوعية وإنجاز كبير وجديد على المستوى الوطني تحققه وزارة التعليم بغزة في إطار دورها الرائد بتوفير التعليم الراقي للطلبة.

وقال وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في غزة الدكتور زياد ثابت لدى افتتاحه القناة والبث: "تنطلق قناة روافد التعليمية لتتعانق مع إذاعة صوت التربية والتعليم وبوابة روافد التعليمية لتشكل مجموعة متكاملة تهدف لنشر المحتوى التعليمي الهادف والممتع من أجل تعزيز التعليم عن بُعد في ظل ظروف استثنائية تُعاني منها العملية التعليمية بسبب آثار وباء "كوفيد 19" وانقطاع الطلبة عن الدوام المدرسي.

وتهدف القناة إلى تقديم الدروس التعليمية المصورة لجميع الصفوف، وفي جميع المباحث الدراسية من خلال نخبة من المعلمين والمشرفين المتميزين ، كما وستقدم خطة برامجية متنوعة تهدف إلى تعزيز القيم الدينية والوطنية والسلوكيات الإيجابية لدى الطلبة من خلال برامج شيقة وممتعة، وستعزز القناة مواهب الطلبة ومهاراتهم وتعزز لديهم الإبداع والابتكار.