الطريق الموحش والصعب..
نابلس- لم يخشَ المواطن مصطفى درويش، العائد من قلقيلية باتجاه منزله في بلدة طمون مرورا بحوارة جنوب نابلس، على نفسه بقدر خشيته على زوجته وابنته من اعتداءات المستوطنين عند مروره من شارع حوارة الرئيسي مساء أمس.
كانت الساعة العاشرة مساء السبت عندما مر درويش وعائلته من هناك، ليتفاجأوا بهجوم لمستوطني "يتسهار" القريبة، على المركبات التي تحمل اللوحات الفلسطينية.
"كان المستوطنون يقتربون من السيارات التي تحمل اللوحات الفلسطينية لمهاجمة ركابها بأيديهم، وغيرهم يرشقون مركبات أخرى بالحجارة، هجومهم بشكل وحشي يجعلك تعتقد أن هذه هي اللحظات الأخيرة لك" قال درويش، وأضاف "عند مرورك من هناك ستشكر الله بأنك نجوت من الموت في رحلة عودتك إلى منزلك".
وبات المواطنون يعتبرون شارع حوارة هو الشارع الموحش والأصعب بالفعل، لاعتداءات المستوطنين وقمع جنود الاحتلال عليه وإغلاقه ومداخل حوارة بشكل متكرر.. فهو الشارع الذي يصل الشمال بالجنوب، وهو طريق آلاف المواطنين من العمال والموظفين والطلبة، وغيرهم بشكل يومي.
ولم تتوقف اعتداءات المستوطنين هناك على الاعتداء على المركبات ورشقها بالحجارة بل تتوزع اعتداءاتهم في تلك المنطقة بين حرق وتقطيع للأشجار في النهار، والتسلل في عتمة الليل لخط شعارات عنصرية وحرق المركبات في القرى والبلدات.
وانتشرت قوات الاحتلال الاسرائيلي بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي على طول شارع حوارة الرئيسي، لـ"حماية المستوطنين" المارين بالشوارع.
وتغلق تلك القوات في كثير من الأحيان مداخل البلدة، وتمنع المواطنين الفلسطينيين من المرور من الشارع الرئيسي الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، وتجبرهم على سلك طرق التفافية وعرة.
ويشير مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"وفا" الى أنه وبعد انتهاء مساء أمس السبت، انطلق المستوطنون بمسيرة في شارع حوارة بحماية جنود الاحتلال، ورشقوا المركبات بالحجارة وحطموا زجاج بعضها واعتدوا على أكثر من منزل في الشارع.
ويقول الناطق الاعلامي باسم حركة "فتح" في حوارة عواد نجم لـ"وفا" بأن الشارع بات "شارع المخاطر"، لأن المستوطنين يمرون من شارع حوارة على مدار الساعة، وهم مسلحون وتحت حماية جنود الاحتلال ومستعدون للاعتداء على أي مواطن يحاول الدفاع عن نفسه، بإطلاق الرصاص عليه، كما أن هناك قانونا اسرائيليا يحميهم، منوها الى "أننا لا نواجه المستوطنين فقط بل نواجه منظومة أمن متكاملة من جنود الاحتلال والمستوطنين".
وتكررت اعتداءات مستوطني "يتسهار" التي تصنف في طليعة "سياسة تدفيع الثمن" التي يتبعها المستوطنون، والتي تدعو إلى شن هجمات ضد الفلسطينيين.
وأشار نجم الى أن أمس السبت، تطور هجوم مستوطني "يتسهار" على البلدة، وهاجموها من الجهة الخلفية، ما شكل خطرا على السكان وأهالي المنطقة، حيث أحرقوا منشأة اقتصادية هناك، وأطلقوا النيران باتجاه البيوت ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بالرصاص الحي، وآخر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وأقيمت هذه المستوطنة، وفق مركز المعلومات الوطني، في البداية كنقطة عسكرية (ناحال) في 1/8/1983؛ وتحولت إلى مستوطنة دائمة في 23/7/1984، وتقع على بعد 8 كم جنوب غرب نابلس في الطرف الجنوبي لجبل جرزيم؛ وعلى الطريق الرئيسي الواصل بين نابلس ورام الله والقدس.
وكان جنود الاحتلال قاموا بتحويل عدد من البنايات على الشارع الرئيسي لبلدة حوارة لثكنات عسكرية، وهي تعتبر أبراج مراقبة لحماية المستوطنين المارين من الشارع.
عن (وفا)