ام تتبرع بكليتها لانقاذ حياة ابنها
شفاعمرو- خبر 24 لا تجد الأم عتاب سعيد حلحل ، من شفاعمرو - كلمات تصف بها فرحتها ، بإنقاذ حياة ابنها ايال جاد سليمان حلحل ( 16 عاما ) . فبعد سنوات طويلة من المعاناة ، تبرعت الام
بكليتها لابنها ، لتضع حدا لسنوات من الألم والمعاناة .
وقد خضع ايال لعملية التبرع بالكلية التي تم استئصالها من جسد امه وزرعها في جسده ، قبل نحو اسبوعين في مستشفى رمبام في حيفا .
ولا زال ايال يمكث في المستشفى لاستكمال العلاج والرقابة الطبية ، فيما تم تسريح الام بعد نجاح العملية .
تقول الام عتاب ، بنبره تنّم عن أمل وتفاؤل " دائما نظرت الى نصف الكاس المليء ، نظرت الى الامور الايجابية ، ولم استسلم للأيام الصعبة التي مررنا بها . ايال على مر سنوات ، واجه الكثير من التحدّيات . لم يكن مثل باقي الاولاد ، فقد اصيب برجله ، اصابة صعبة في المدرسة ، ومنذ تلك الاصابة ، بدأت رحلة المعاناة مع المرض ".
" لم افكر مرتين ولم اتردد "
وتستذكر الام اللحظات التي اخبرها فيها الاطباء بانه لا مفر من عملية زراعة كلية : " حين قال لي الطبيب بان ايال يعاني من فشل كلوي - مع انه وُلد معافى ولم يُعان من اي مرض سابق في الكلى - على التو قلت للطبيب انا سأتبرع له وزوجي كذلك اراد ان يمنحه كليته . وبعد اجراء فحوصات تبين انني انا الانسب لأتبرع له ".
وأردفت الام تقول : " لم افكر مرتين ولم اتردد ، الشيء الوحيد الذي قلته انذاك انني لا اريد لإيال ان يصل مرحلة الدياليزا. اريد ان اساعده قبل ان يتدهور وضعه الصحي . وهذا ما حدث . والحمد لله الان ايال في وضع افضل بكثير ".
" كل ما اريده الان هو ان يعود لممارسة حياته العادية "
ومضت الام تقول : " انها حنيّة الام .. كنت انا الانسب لامنحه كليتي .. لا اعرف كيف اصف شعوري وفرحتي بانني ساعدت ابني . وكل ما اريده الان هو ان يعود لممارسة حياته العادية مثل كل ولد في جيله . ادعو الله بان " يتهنّى " بكليتي وان لا يقول " اخ " من الوجع .. ليس هناك ما يجعلني سعيدة اكثر من ان اراه يقف من جديد على قدميه ويعود الى النشاطات التي توقف عنها بسبب المرض ".
وحول قرارها بالتبرع وان كانت تشجع التبرع في المجتمع عامة ، قالت الام عتاب حلحل : " قبل ان اقرر التبرع لابني وقبل ان اعرف من الاصل بانه يعاني من فشل كلوي ، كنت قد وقعت على بطاقة " ادي " للتبرع بالاعضاء. دائما آمنت باهمية التبرع وبقدرة هذا العمل الانساني على زراعة الامل واعطاء الحياة للاخرين بعد مشيئة الله . يجب ان نشجع التبرع بالاعضاء وانقاذ حياة الاخرين ويجب العمل على رفع مستوى الوعي لهذه القضية . انه عمل انساني من الدرجة الاولى ".