"حرب استيطانية" وجدار يبتلع اراضي المسافر
الخليل- شرع الاحتلال مؤخرا ببناء جدار للفصل العنصري بطول 16 كم في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، اقصى جنوب الضفة الغربية، بهدف تطويقها ومحاصرة اهاليها واضعاف قدرتهم على الصمود، تمهيدا لتهجيرهم عن اراضيهم والاستيلاء عليها لصالح مشاريعة الاستيطانية.
عملية بناء جدار الفصل تجري في ظل صمود اسطوري لأهالي المسافر الذين رفعوا شعار "لن نعيش النكبة مرة أخرى".
يقول رئيس مجلس المسافر نضال يونس: "يخوض اهالي المسافر بصمودهم حربا شرسة مع الاحتلال الاسرائيلي منذ نشاته حتى يومنا هذا، على المستوى القانوني والميداني، دفاعا عن قراهم واراضيهم المهددة بالهدم والمصادرة، والتي ارتفعت وتيرتها بعد رفض ما يعرف بمحكمة الاحتلال العليا للالتماس الذي تقدم به اهالي 12 تجمعا سكنيا في المسافر، ضد قرار الاحتلال اعتبار قراهم واراضيهم مناطق إطلاق نار وتدريب لقواته، الأمر الذي يعني هدم تلك التجمعات وتهجير ما يزيد على 4 الاف من سكانها".
منذ ما يقارب الشهر بدأ الاحتلال بأعمال حفر وبناء على اراضي المواطنين لإقامة جدار للفصل العنصري بطول 16 كم. وبحسب ما اعلنت عنه سلطات الاحتلال يبدأ هذا الجدار من منطقة "ام الخوص" غرب "بير العد"، ويمتد على الطريق الرابط بين قرية جنبا وبير العد، ويستمر من غرب قرية جنبا باتجاه الجنوب ثم يتجه شرقا الى قرى المركز والحلوى والفخيت والمجاز وصولا الى قرية دقيقا شرق بلدة يطا، ومن المتوقع ان يشمل كافة اراضي المسافر الواقعة جنوب شرق بلدة يطا.
وأضاف يونس: وجدنا تطابقا كاملا بين مخططات الاحتلال لإقامة هذا الجدار ومساره، وبين تلك المخططات التي تم نشرها سابقا ضمن ما يعرف بصفقة القرن، الأمر الذي يؤشر الى ان ما يقوم به الاحتلال من اعمال استيطانية في تلك المنطقة لن تقتصر اثارها السلبية على المسافر فقط.
وطالب يونس ابناء الشعب الفلسطيني بالالتفاف حول اهل المسافر ودعم صمودهم ومشاركتهم مقاومتهم لمشاريع الاحتلال الاستيطانية، كما طالب المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته ووضع حد لاعتداءات للاحتلال الاسرائيلي، والكف عن سياسة الكيل بمكيالين.
ويسعى الاحتلال بشتى السبل الى انجاح مخططاته الاستيطانية في منطقة المسافر، والذي يقف صمود الاهالي حائلا دون تحقيقها، ولإضعاف هذا الصمود، شرع الاحتلال بتنفيذ مخطط جدار للفصل العنصري الذي يهدف الى محاصرة اهالي المسافر وعزل المنطقة عن اراضي 48، وفصل تلك التجمعات عن محيطها وامتدادها الجغرافي وتقطيع اواصلها، بالإضافة الى ضرب القدرة الاقتصادية للأهالي وعزل الجزء الاكبر من اراضيهم الزراعية داخل هذا الجدار.
وقد أعلن الاحتلال عن البدء بتنفيذ ثلاثة مقاطع من هذا الجدار، كان آخرها اعلانه الاسبوع الماضي امرا عسكريا بوضع اليد على 21 دونما من اراضي المواطنين في قرية حنبا وبير العد، سيتم بناء مقطع من الجدار عليها بطول 2.2 كيلو متر وبعرض 20 مترا، لتستمر بعد ذلك اعمال البناء، حيث قام الاحتلال بنقل اعداد كبيرة من المعدات والآليات الضخمة الى تلك المنطقة.
واعتبر مراقبون ومهتمون بمتابعة النشاطات الاستيطانية، ان نجاح الاحتلال في تنفيذ هذا المخطط وبناء ذلك الجدار سيترك آثارا كارثية على الأهالي في تلك التجمعات، وسيزيد بشكل كبير من معاناتهم، فهو سيؤدي الى عزل آلاف الدونمات من اراضي المواطنين الزراعية داخل الجدار وحرمانهم منها، بالإضافة الى حرمانهم من مساحات شاسعة من المراعي الطبيعية التي تشكل العمود الفقري للثروة الحيوانية مصدر الدخل الاساسي والوحيد لآلاف العائلات هناك، هذا بالإضافة الى منع مئات العمال في تلك المناطق من الوصل الى اراضي 48 للعمل هناك، ما يعني حرمان عدد كبير من الأسر من مصادر دخلها.
عن (وفا)