نابلس على صفيح ساخن
نابلس- لم تكن الأحداث التي رافقت اقتحام مقام يوسف شرقي نابلس، هذه الليلة مختلفة عن سابقاتها؛ لكن تصاعد عمليات القمع وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي توفر الحماية للمستوطنين، كانت الأعنف.
فجر اليوم، الأربعاء، الخامس والعشرين من أيار/ مايو، أعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد الفتى غيث رفيق يامين (16 عاما)، وهو طالب في الصف العاشر، متأثراً بإصابته بالرصاص الحي في رأسه، لدى اقتحام الاحتلال ومستوطنيه منطقة مقام يوسف في نابلس.
طواقم الهلال الأحمر في دائرة الاستهداف
88 مواطنا اصيبوا، بينهم 19 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و67 آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، ومواطن بحروق جراء إصابته بقنبلة غاز، وآخر تعرض للسقوط، خلال المواجهات في محيط مقام يوسف، بحسب مدير إسعاف وطوارئ الهلال الأحمر في نابلس احمد جبريل.
وأضاف لــ"وفا"، أن قوات الاحتلال اعتدت على طاقم إسعاف الهلال الأحمر، من خلال استهدافهم بشكل مباشر بقنابل الغاز أثناء نقل حالة ولادة، ما أدى إلى اختناق الطاقم، وإعاقة عمله في نقل المريضة إلى مستشفى رفيديا.
وأكد أن الليلة الماضية شهدت هجمة شرسة للمستوطنين في عدة مناطق من المحافظة، فإلى جانب اقتحام مقام يوسف، اعتدى مستوطنون الساعة السابعة مساء على الأهالي في بلدة برقة شمال غرب نابلس، ما اسفر عن وقوع 8 إصابات، إحداها لصحفي نقل إلى مستشفى رفيديا.
واشار إلى أن بلدة حوارة جنوب نابلس التي تتعرض إلى هجوم من قبل المستوطنين بشكل يومي، وأثناء تغطية طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، تعرضت مركبة مستوطنين إلى حادث سير وقامت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني بالتعامل مع الاصابات وتسليمها الى نجمة داوود الحمراء؛ في حين اعتدت فيه قوات الاحتلال على طواقم الهلال في منطقة مقام يوسف أثناء إسعاف امرأه حامل حضرت بمركبة خاصة، واستهدفت مركبة الاسعاف والطاقم والمريضة بشكل مباشر بقنابل الغاز.
وأضاف ان قوات الاحتلال أعاقت حركة مركبة الإسعاف، لدى قيامها بنقل طفل أصيب بجروح في وجهه نتيجة سقوطه في بيته.
وكانت طواقم الهلال الأحمر، قد تعاملت الليلة الماضية مع نحو 100اصابة متنوعة في محافظة نابلس، واستخدمت سبع مركبات إسعاف لتغيطة هذه الأحداث في ظروف صعبة وخطرة، في ظل اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال.
شهادة صحفي:
الصورة التي شهدتها محافظة نابلس، كانت الأعنف منذ فترة، في ظل تصاعد حدة إعتداءات المستوطنين، وبطش جيش الاحتلال الذي يوفر الحماية لهم، قال الصحفي خالد بدير.
وأضاف أن التغطية ليلة أمس كانت تشهد الكثير من الأحداث والمتغيرات، في ظل رصد أحداث متعددة في محافظة نابلس، من اعتداءات المستوطنين واقتحام مقام يوسف، الذي يعتبر الأعنف في ظل حالة القمع واطلاق الرصاص والقنابل واستهداف الطواقم الطبية.
وتابع: عادة تبدأ المواجهات خلال اقتحام مقام يوسف وتنتهي منتصف الليل، وتكون محدودة؛ لكن هذه المرة كانت المواجهات عنيفة وواسعة في ظل حالة الغليان في الشارع الفلسطيني مع تصاعد هجمات واعتداءات المستوطنين على البلدات والقرى والطرق الرابطة بين المدن.
تصاعد إعتداءات وهجمات المستوطنين
مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، قال إن محافظة نابلس شهدت الليلة الماضية، اعتداءات ومواجهات مع المستوطنين الذين هاجموا بلدة برقة شمال غرب نابلس، لتنتقل الى قرية اللبن الشرقية وبلدة حوارة وعوريف وبورين جنوب نابلس.
وأضاف أن المواجهة انتلقت الى مدينة نابلس في محيط مقام يوسف، ما ادى الى استشهاد الفتى غيث يامين واصابة العشرات بالرصاص والاختناق.
وأكد دغلس أن اطلاق يد المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم يعكس الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال، ما يزيد من دوامة العنف، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذا التصعيد كذلك المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا.
يذكر أنه منذ عام 2016 استشهد خمسة مواطنين خلال التصدي لاقتحام المستوطنين لمقام يوسف؛ ففي عام 2016 استشهد جمال محمد دويكات، وعام 2019 الشابان رائد هاشم حمدان وزيد عماد النوري، وفي شهر نيسان الماضي من العام الحالي الشاب محمد حسن عساف، وفجر اليوم الفتى غيث يامين.
عن (وفا)