يوم استهداف المعلم على الحاجز

يوم استهداف المعلم على الحاجز

نابلس- ظن أستاذ اللغة الانجليزي في مدرسة بيت دجن الأساسية شرق نابلس يزن حسين، القادم من بلدة بزاريا شمال غرب نابلس، بأنه سيمر كما كل يوم من خلال أكثر من حاجز، وطريق التفافي، ليصل إلى مدرسته متأخرا، لكن اليوم كان مختلفا.

تعرض الاستاذ حسين اليوم الخميس للاعتداء والضرب من قبل أحد الجنود على حاجز بيت فوريك جنوب شرق نابلس دون أي سبب، ولم تشفع البطاقتان اللتان يحملهما وهي بطاقة المعلم، وبطاقة العضوية في الهلال الأحمر الفلسطيني، من الاعتداء عليه.

يقول حسين لـ"وفــا" صرخ الجندي بالعبرية التي لا أفهمها، "هذا الشاب الأشقر ينزل من السيارة"، أحد زملائي ترجم لي ما قال ففعلت.

"طلب مني أن أفرغ كل ما أحمله، ورفع يدي على جدار اسمنتي قريب، وبدأ بشد قدماي بهدف ايقاعي، وأمسك وجهي بقبضتي يديه، ثم ضربني بعقب سلاحه على ظهري".

ويتساءل زميله الأستاذ غيث جاموس كيف يمكن أن يدخل أستاذ على طلابه، وبأي نفسية بعد الاعتداء الذي تعرض له صباحا على الحاجز، والشعور بالذل والاهانة بعد ساعات الانتظار الطويلة؟.

ويضيف: كنت برفقته، لم يصدر منا أي حركة أو نظرة، فقد تعودنا يوميا المرور من الحاجز، ونعلم جيدا ما علينا فعله تماما.

ويؤكد جاموس بأنه يعمل منذ 11 عاما في مدرسة بيت دجن، وعاصر الكثير من التشديدات على الحاجز، لكن هذه المرة مختلفة تماما، الاستفزاز للمواطن لم يسبق له مثيل على حاجز بيت فوريك.

ويعاني أكثر من 150 معلما ومعلمة يمرون من خلال حاجز بيت فوريك يوميا ساعات من الانتظار صباحا قبل الوصول إلى مدارسهم متأخرين في البلدتين، وها هم يعانون من الاعتداء والضرب أيضا.

ويقول مدير المدرسة حازم جعايصة الاستهداف اليوم لا يمكن أن يكون "أمنياً" بقدر أنه استهداف للمعلم والتعليم، وإهانة للمواطن الفلسطيني، ولا يمكن الصمت على مثل هذه الاعتداءات فاليوم الأستاذ يزن، وغدا ربما يكون آخر غيره.

ويضيف ما يعانيه أهالي البلدتين والعاملين فيها قاسي وظالم جدا، فاذا ما تم مقارنة من يمرون على هذا الحاجز بغيره من الحواجز فهم أقل، لكن التشديد هنا أكثر بكثير.

وتابع: نحتاج على الأقل ساعة ونصف إلى ساعتين للمرور من خلال الحاجز، وبالتأكيد في أغلب المرات نكون متأخرين على مدارسنا وطلابنا.

اليوم وصل بعض الأساتذة والمعلمات بعد الساعة العاشرة إلى المدرسة، تقول حنان أبو خميس معلمة اللغة العربية: غادرت منزلي من منطقة رفيديا في نابلس قبل السابعة بربع ساعة، ووصلت المدرسة في الساعة العاشرة صباحا.

وتضيف كنا أكثر من معلم ومعلمة، مررنا متأخرين وقاموا بإعادة أحدنا، ولم يسمحوا له بالمرور لأنه نسي بطاقة المعلم الخاصة به، مع أن لدى الجنود قائمة بأسماء الأشخاص المسموح لهم بدخول البلدتين من المعلمين.

وكان جنود الاحتلال اعتدوا نهاية الأسبوع المنصرم، على شاب من قرية بيت دجن وأصابوه بجروح قرب الحاجز أيضا.

وقال الناشط السياسي ثائر حنني من بيت فوريك بأن أهالي القريتين ومن يعملون داخلها من معلمين وموظفين وعاملين، عانوا من الحاجز لأكثر من عشرين عاما، ويمكن اعتباره الحاجز الأصعب في الضفة.

وأضاف أن أكثر من شهيد كانوا قد ارتقوا هناك، منهم عبد اللطيف مليطات، وإيهاب حنني، كما أن عددا كبيرا من المواطنين أصيبوا برصاص الاحتلال على الحاجز، منهم من يعاني إلى الآن من إعاقات بنسب مرتفعة، كما سجلت أكثر من حالة ولادة على الحاجز، في وقت سابق.

عن (وفا)