"بوابة السماء".. لا حدود خلف الباب!

"بوابة السماء".. لا حدود خلف الباب!

نابلس- عند الوصول إلى سطح بناية "صبانة كنعان"، وهي بناء قديم من الزمن العثماني في البلدة القديمة في نابلس، يقابلك باب مطلي باللون الأزرق السماوي، لا يقود إلى مكان حيوي، ولكنه يرمز إلى الكثير.

باسل كتانة (39 عاما)، وهو أسير محرر من مدينة نابلس، يقول عن الباب: إنه بوابة السماء... حيث لا حدود خلفه، فهو موجود ضمن مشروع نفذه في إحدى بنايات؛ بغية إحياء المنطقة، ورفع مستوى الوعي لدى الشباب.

كتانة دأب على ترتيب السطح، ليجعل المكان مناسبا لجلسات هادئة ليلا، ويمنح إطلالة جميلة على مدينة نابلس من جهاتها الأربعة، ثم مد يده نحو الباب، وقال: "بالنسبة لي هذا يفصل بين ما قبل الأسر وما بعده".

ويتابع كتانة، الذي أمضى في سجون الاحتلال (15 عاما)، "كان تفكيري خارج قضبان السجن"، ووضعت الباب ليحمل رمزية الحرية التي يحلم بها كل أسير.. فلا حدود له".

يأخذ الباب بالنسبة للأسرى في سجون الاحتلال حيزا كبيرا في تفكيرهم، ورمزية واسعة لديهم، إذ يعتبرونه بوابة الحرية.

فعلى مقربة من الباب يمكن مشاهدة بعض الورود المزروعة في براميل صغيرة، في ترتيب شبه منتظم، وجميعها ترمز إلى رفقاء الشاب كتابة في الأسر.

ولكن الباب الذي يرتفع شيئا عن مستوى سطح البناية لا يمكن اجتيازه دون عناء. فليس عبثيا وضع عتبات تسبق الباب، فاجتيازها يعني تجاوز الصعوبات لعبوره، ونيل الحرية".

ويبدو المحيط على السطح مليئا بالتفاصيل الصغيرة، فعلى جانبي الباب قطع خشبية مرصوصة بشكل متوازٍ، تحجب الرؤية لما خلفه، لتعطي انطباعا عن حدود السجن الشائكة.. فهو "مليء بالتفاصيل".

في الواقع، بنظرة على حافتي الباب العلويتين يمكن رؤية مصباحين محمولين على مجسمين حديديين على شكل إنسان، علق عليهما كتانة قائلا: "هناك من يوهمك أن الحرية والضوء بيده".

ولكن الباب بهذه التفاصيل لا يحمل اسما حتى اليوم، غير أن كتانة قال عنه: "إنه بوابة السماء".

وحسب المعطيات الأخيرة التي أوردتها مؤسسات الأسرى، فقد بلغ عدد المعتقلين في سجون الاحتلال 4450 معتقلا، بينهم فتاة قاصر، و160 طفلا، كما وصل عدد المعتقلين المرضى إلى أكثر من (600) معتقل، من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة، و(22) معتقلا مصابون بالسّرطان وأورام بدرجات متفاوتة.

عن (وفا)