لا يمكن لأمريكا ان تكون مع الحرية والديمقراطية وضدها في نفس الوقت

لا يمكن لأمريكا ان تكون مع الحرية والديمقراطية وضدها في نفس الوقت

بقلم: ماهر عبدالقادر، رئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي - نيويورك

رغم قرار مجلس الأمن 2728 المطالب بوقف إطلاق النار إلا أن إسرائيل تخطط لتدمير حياه الفلسطينيين؛ الغالب أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2728 سوف تلقى به اسرائيل في سلّة المهملات  كبقيه الـ قرارات السابقة التي صدرت عن المجلس الامن ذاته منذ سنة 1967 وحملت أرقام 242، 338، 497، 1701، وصولاً إلى 2334 الذي يحث على إنهاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة واتسمت هذه القرارات أيضاً بامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

القرار الأممي الأخير يطالب بوقف فوري للحرب على غزة خلال شهر رمضان الكريم هو قرار غير ملزِم فعلياً لانه لم يصدر تحت البند السابع رغم أن كل الدول التي صوتت مع القرار تطالب إسرائيل بالالتزام به .

امتناع الولايات المتحدة عن إستعمال حق النقض الڤيتوا أثار حالة من التخبط والتشوش والإرباك والقلق لدى السلطات الاسرائيلية ومؤسسات اللوبي الصهيوني في أمريكا.

حكومه اليمين الاسرائيليه ورئيس وزرائها معنية بهذا القرار الفريد والسجال المعلن حوله، ويحاول ترجمته لنقاط سياسية شخصية مقرونه بمواصلة التصعيد اللفظي مع الإدارة الأمريكية وإعلانه قرار عدم إرسال الوفد الوزاري، الذي كان من المفترض أن يسافر لواشنطن من أجل التباحث في موضوع اجتياح رفح والبدائل الممكنة قبل صدور قرار الأمم المتحدة، قبل ايام صدرت بعض الإيحاءات ان نتنياهو اعطي بعض الأشارات بالتراجع عن قراره للضغط الداخلي كي لا يصعد في حدة المواجهة مع امريكا والتي أبدت امتعاضها من قرار نتنياهو عدم ارسال الوفد لامريكا للتشاور حول خطة إسرائيل اقتحام رفح  .

البعض يرجح ان  الموقف الأمريكي في الأمم المتحدة، جاء على خلفية الخلاف المعلن حول اقتحام رفح. الذي يقطنه الان اكثر من مليون وثمان مائه الف من المهجرين الفلسطينيين. الكل يذكر ما قالته نائبة الرئيس كامالا هاريس، قبل أيام، إن دخول إسرائيل عسكريا لرفح  سيكون خطأ كبير من شأنه تعميق عزلة إسرائيل في العالم وتأثير ذلك على الولايات المتحدة الداعمة والمساندة والحليف الأكبر لإسرائيل فسارع نتنياهو للرد عليها بصوته وصورته متحدياً الموقف الأمريكي، قائلاً إن إسرائيل ذاهبة لاجتياح رفح بكل الأحوال.

قرار مجلس الامن 2728  صدر بعد مخاضات ومفوضيات عسيرة شهدت مشاريع قرارات قاصرة المحتوى عن سابق قصد، أو مصاغة على نحو يذر الرماد في العيون تستبعد مسبقاً أي آفاق للتطبيق العملي، أو جرى تحرير لغتها على نحو متعمد يحيل إلى فيتو أمريكي تارة أو روسي تارة أخرى. وعلى امتداد سته أشهر تقريبا من توحش حرب الإبادة الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة.

واشنطن ومنذ بدأ الحرب سعت لإفشال أي مسعى لاعتماد نص في مجلس الأمن الدولي يطالب وبشكل صريح بوقف إطلاق النار.

القرار الأخير يشمل فترة شهر رمضان فقط، أو الأيام القليلة التي تبقت منه على وجه التحديد، وهو صياغة الحد الأدنى التي تُدرج في فقرة واحدة وقف إطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وكفالة إيصال المساعدات الإنسانية، رغم هشاشه القرار فإن دولة الاحتلال استشاطت غضباً من خيار واشنطن الامتناع عن التصويت.

 ليس جديداً علي نتنياهو من أن يُغلظ في القول بحقّ أي دولة سبق لها أن ساندت حرب الإبادة الإسرائيلية وتبدي اليوم بعض علامات التغيير نتيجة ضغوطات الرأي العام في البلد المعني، أو بسبب استفحال الهمجية الإسرائيلية ومواصلة ارتكاب جرائم الحرب وأسلحة التجويع والعقاب الجماعي لسكان القطاع المدنيين.

من المنطقي أن تدفع واشنطن اليوم ثمن انسياقها الأعمى خلف حرب الإبادة الإسرائيلية، والتواطؤ معها وحمايتها ودعمها ماليا وتزويدها بالأسلحه التي تفتك بالشعب الفلسطيني والعمل الدؤوب عل تجميل فظائع اسرائيل.

 رغم معرفة الداني والقاصي ان اسرائيل لا تعطي وزنا لمجلس الأمن  او هيئة الامم المتحدة ولم تعترف او تلتزم بأي قرار منها رغم صدور حوالي 1000 قرار منذ سنه 1948. إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون الدولي كون كل الدول الكبري والأقوى في العالم تتسارع أما في تأييدها المطلق وغير المشروط لإسرائيل او في مساعدتها للإفلات من أية مسائلة او عقاب لاي قرارات تصدر في حقها.

أمريكا امتنعت عن التصويت حتي تعطي صورة ايجابية للعالم والشارع الأمريكي الغاضب من ألحرب وفي غالبيته وحسب استطلاع غالوب الحديث يعارض سياسة بايدن اتجاه حرب اسرائيل في غزه والدليل ان أمريكا وبعد دقائق من صدور قرار مجلس الامن سارعت لامتصاص غضبة نتنياهو حيث صرحت سفيرتها لدي الامم المتحدة بأن القرار 2728 «غير ملزم» من جهة أولى، ولا يمثل أي تغيير في الموقف الأمريكي «الحديدي» تجاه دولة الاحتلال من جهة ثانية، بدليل استمرار تدفق الأسلحة والذخائر الأمريكية ومليارات الدولارات إلى آلة الحرب الإسرائيلية. جون كيربي المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الأبيض اكد ما قالته السفيرة الامريكية قائلا رغم القرار فان امريكا لن تغير سياستها الداعمه لإسرائيل.

غانتس، الذي زار واشنطن اخيرا بدعوه من البيت الأبيض لتعزيز موقفه ومحاوله تهميش دور نتنياهو، قال في تغريده،  "على إسرائيل واجب أخلاقي بمواصله القتال حتى استعادة المخطوفين وإزالة تهديد “حماس”، ولكن ومع ذلك فإن علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي ذخر لنا من المحظور التنازل عنها".

في المقابل، قال وزير المالية باتسلئيل سموتريتش إن امتناع الولايات المتحدة عن استخدام “الفيتو” يصبّ الماء على طاحونة “حماس” ويمس بالجهود لاستعادة المخطوفين. سموتريتش أضاف في بيان إن إسرائيل ليست دولة تحت الوصاية الأمريكية، وإن هذه ليست المرة الأولى التي تجد حكومة إسرائيلية نفسها في موقف مخالف لموقف الإدارة الأمريكية”.

 الحكومه الاسرائيليه علقت علي قرار أمريكا عدم استعمال حق النقض الڤيتو وصرحت بأن واشنطن تتفق معنا على ضرورة إسقاط “حماس”، وهذا هو السبب لخيبة الأمل، واضافت ان ضرراً جسيماً قد حصل لصدور هذا القرار مضيفه نخشى أن تستغل جهات حقوقية القرار لملاحقتنا”.

واضح ان سياسة امريكا في الشرق الأوسط تتخبط ويشوبها التناقض والتشويش عندما يأتي الأمر لإسرائيل كون الاخيرة ترتكب جرائم حرب وتنتهك القوانين الدولية وعلى أمريكا مهمة واحدة فقط وهي ان تجد الوسائل لتفلت إسرائيل من العقاب وان تعمل على تبرير قرارات وممارسات اسرائيل المخالفة لكل الأعراف والأخلاق الدولية.

المعارضة الداخلية الاسرائيلية بدات تتزايد ضد شخص نتنياهو والذي لم ينجز أهداف ألحرب رغم مرور سته اشهر عليها والمقرونة باعادة المحتجزين لدى حماس، وانهاء وجود حماس والسيطرة العسكرية علي القطاع ووضع نظام جديد يحكم القطاع.

جدّد رئيس حزب “يسرائيل بيتنا” وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان حملته على نتنياهو، بقوله للإذاعة العبرية إنه لا يفهم هذه الخلافات المعلنة. ويمضي في انتقاداته: “شهدنا في السابق اختلافات في الموقف، لكننا أبقيناها داخل الغرف بعيداً عن الإعلام. علينا تقليل الأقوال وزيادة الأفعال، وهذا ينطبق على رفح. الآن لا نملك قوات كافية لاجتياح رفح.

كما رجح ليبرمان أن نتنياهو يفعل ذلك عمداً لكسب نقاط مقابل جمهوره الحزبي. ويضيف: “هذه الحكومة أخذتنا نحو العزلة. نتنياهو يضحي بكل مقدرات إسرائيل على مذبح بقائه في السلطة”.

ولفت ليبرمان إلى أن موقف الحزبين في أمريكا متشابه اليوم، ما يعكس فشل سياسات نتنياهو. وقال إن “ترامب أيضاً يدعونا لوقف فوري للحرب”.

وكان دونالد ترامب قد أكد، في حديث لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، على ضرورة وقف الحرب بقوله في مقابلة واسعة: “فقط مجنون أو أحمق لا يردّ على السابع من أكتوبر. مع ذلك أدعو إسرائيل لوقف الحرب: عليكم وقف ذلك، والقيام بالعمل من أجل السلام لأن صورة إسرائيل بدأت تهتز في العالم.

وعبّرت “يديعوت أحرونوت” عن موقفها بانتقاداتها اللاذعة لنتنياهو بنشر رسم كاريكاتير بحجم كبير على صفحتها الأولى، هذه المرة يبدو فيها نتنياهو صغيراً مقابل العملاق بايدن، وهما في حالة ليّ ذراع، وفوق الرسم كتبت “حالة انكسار”.

وقالت “يديعوت أحرونوت” في تقريرها عمّا حصل إن “هناك من يدّعي في واشنطن أن نتنياهو يلحق ضرراً بالعلاقات لاحتياجات سياسية، أما هو فغاضب على أمريكا، ويلغي الوفد لواشنطن”. وتضيف: “في السطر الأخير؛ هذا التحالف الأهم من كل شيء يهتز”.

ويعتبر المعلق السياسي في الصحيفة ناحوم بارنياع أن نتنياهو يتواجه مع أمريكا كأنه فتى مدلل يواجه والده: دائماً في حالة تمرد، ويسكب كل أزماته الداخلية على الأمريكيين: قانون التهرب من الخدمة العسكرية، تهديدات بتفكك ائتلافه، وتردّي شعبيته في الاستطلاعات. في نهاية الأمور قال العم سام كفى.

وتبعته زميلته المعلقة السياسية سيما كادمون التي تقول، اليوم، إن “القاعدة الشعبية الحزبية هي التي انتصرت”، وتتهم نتنياهو بخلط الحسابات: “يمكن الفهم أن أمريكا طعنته بظهره بسكين. لا أحد يدّعي أن من غير الممكن أن تصمم على موقفك عند الحاجة. السؤال كيف تفعل ذلك دون إدخال إصبع في عين الأمريكيين”.

وتتساءل كادمون بالقول: “هل هناك شيء لا يفعل بدوافع سياسية (فئوية)؟”.

ويعبر المعلق السياسي بن درور يميني عن حدة موقفه في العنوان الذي اختاره لمقاله: “الفأر الذي يزأر”، الذي قال فيه إنه “قبل شهر، فرضت أمريكا الفيتو على مشروع قرار مطابق في مجلس الأمن، فما الذي تغير؟”.

عن ذلك يضيف: “هي الأزمة الآخذة بالتعمق بين إسرائيل والولايات المتحدة.. وبشكل أدق: الأزمة بين أمريكا وبين نتنياهو. نتنياهو محق. قرار مجلس الأمن لا يخدم السلام ووقف الدم. هذا دعم لحماس”.

وحسب يميني، فإنه ليس مهماً إذا كان نتنياهو محقاً في هذه النقطة، وهو محق هنا، فالأهم هو أن نتنياهو فعل كل جهد لتعميق الخلاف مع الولايات المتحدة بشكل مريب.

ويتساءل كيف تحولت الحرب الأكثر تبريراً، والتي حظيت بدعم العالم ضد تنظيم “إرهابي”، لأكبر انهيار دبلوماسي سياسي في تاريخ إسرائيل.

والجواب لدى بن درور يميني واضح: “نتنياهو الذي تهرّب من المسؤولية عن 7 أكتوبر، ووصل لحدّ اتهام كل الآخرين عدا نفسه، هو المسؤول عن هذا الانهيار منذ مطلع الحرب”.

ويتابع: “كفى.. نحن في حضيض دبلوماسي هو الأخطر. كان واضحاً منذ اليوم الأول أن الانتصار في المعركة ربما ينتهي بخسارة الحرب، ونتنياهو مصمم على ذلك”.

ويخلص بن درور يميني بدعوة نتنياهو بالاستقالة: “سيدي نتنياهو ربما تكون لديك نوايا طيبة.. أن تبدي مواقف صارمة غير مهادنة مقابل الإرهاب، لكن ثمة أمراً ما تَشوّشَ في رجاحة العقل لديك. الائتلاف مع بن غفير وسموتريتش حوّلك لواحد منهم. هذا سيء لإسرائيل التي تقودها من فشل إلى فشل. ما زلنا قادرين على أن ننتصر معاً. لكن  معك احتمال الانتصار آخذ بالتناقص. ليتك تتركن وتريحنا منك”.

كعادته، وبأسلوبه الحاد كالسيف، قال محرر الشؤون الحزبية السياسية في صحيفة “هآرتس” يوسي فرطر متسائلاً: “أيّ الزعماء يجرؤون على تهديد رئيس الولايات المتحدة؟ الزعيم الإيراني والشمال كوري. لكنهما، بخلاف رئيس الحكومة نتنياهو، لم يتلقيا دعماً عسكرياً إستراتيجياً بدونه كانت تستصعب إسرائيل إدارة حرب في غزه”.

أما زميله محرر الشؤون العسكرية في “هآرتس” عاموس هارئيل، فاعتبر أن “منظومة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تحولت أمس لشقاق مفضوح”. لافتاً لوجود قلق كبير في المؤسسة الأمنية من تدهور العلاقات، ومن تدهور مكانة إسرائيل في العالم. في تلميح بأن بايدن باق في سدّة الحكم يوضح هارئيل أن الخوف أننا على عتبة مسيرة ستستمر سنوات، وسيكون من الصعب وقفها”.

وذهبت “هآرتس” لدعوة نتنياهو لتقديم استقالته، إذ قالت، في افتتاحيتها، يوم الثلاثاء، إن “نتنياهو يستطيع إضافة أزمة دبلوماسية مع الحليفة الأكبر في سجل إخفاقاته”.

  العالم الآن بدأ يتعامل على ان منطقة الشرق الأوسط ما هي إلا محمية أمريكية / ولا احد يحق له التدخل في شؤون المنطقة. وهذا احد أسبآب تجاهل إسرائيل لقرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار في غزة والذي قد يشجع دولاً على فرض عقوبات عليها. هكذا قال خبراء في القانون الدولي، ووفق قولهم فإنه على الرغم من أن مجلس الأمن نفسه لا يتوقع فرض عقوبات على إسرائيل، لكن القرار، الذي يضاف إلى إجراءات قانونية دولية أخرى تجري ضد إسرائيل، قد يعطي دعماً لدول مختلفة لقطع علاقاتها مع إسرائيل ووقف التجارة معها، وهكذا يعزلها سياسياً واقتصادياً.

“الدول، وليس مجلس الأمن، هي التي فرضت عقوبات على روسيا عقب غزو أوكرانيا، وهذه العقوبات شملت قطع علاقات اقتصادية وقطع علاقات الطيران وفصلها عن المنظومة المصرفية”، قالت دكتور تمار أوستفسكي برانديس من الكلية الأكاديمية كريات اونو. “هذه وسائل جدية، ستجد إسرائيل صعوبة كبيرة في الصمود أمامها. قرار مجلس الأمن والأوامر ضد إسرائيل من محكمة العدل في لاهاي والرأي القانوني الاستشاري الذي على وشك أن تعطيه المحكمة في لاهاي بخصوص التداعيات القانونية لنشاطات إسرائيل في “المناطق” [الضفة الغربية]، كل ذلك يخلق صورة دولة  منبوذة لا تحترم القانون الدولي”.

البروفيسور الياف ليبليخ من جامعة تل أبيب، قدر أنه إذا لم تمتثل إسرائيل لقرار مجلس الأمن فستزداد عزلتها في العالم. “عدم الامتثال سيؤدي بدول أخرى إلى فحص فرض عقوبات على إسرائيل، مثل التوقف عن تزويدها بالسلاح”.

حسب ليبليخ، معنى القرار قانونياً هو طلب مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار، وأيضاً طلب تحرير غير مشروط للمخطوفين، وخلافاً للأصوات التي تسمع في إسرائيل فإن قرارات مجلس الأمن التي تصاغ بمثل هذه اللهجة تكون ملزمة. “ستقول إسرائيل إنها طلبات يرتبط بعضها ببعض، لكن كثيرين في المجتمع الدولي سيقولون إنها واجبات مستقلة، لذا فالمطلوب وقف فوري لإطلاق النار حتى نهاية شهر رمضان دون صلة بتحرير المخطوفين”.

من جهة أخرى، يقول شاين دورف إن القرار غير ملزم قانونياً لأنه اتخذ استناداً للفصل السادس. وأكدت أوستفسكي أنه في كل الحالات “هذا لا يعني أنه قرار غير مهم أو ليس له تداعيات؛ فهو يشير إلى ما يتوقع من الطرفين ويؤثر على الطريقة التي تحسب فيها الدول خطواتها أمام إسرائيل”. ويوافق شاين دورف على أن القرار تطور مهم لأنه “يعكس اتفاقاً سياسياً ودبلوماسياً بأن المطلوب وقف لإطلاق النار”. وهو يشير إلى أن “القرار صيغ بشكل متعمد بصورة تمكن من تفسيرات مختلفة حول مسألة إذا كان وقف إطلاق النار متعلقاً أو غير متعلق بتحرير المخطوفين”.

وتقول مغيدو أيضاً إن مجرد القرار حول وقف إطلاق النار للمرة الأولى منذ بداية الحرب، هو خطوة مهمة من ناحية قانونية. وهي توافق أيضاً على أنه “يمكن الجدل حول تفسيره. وهل حقيقة أن المطالبة بوقف إطلاق النار في شهر رمضان أشير إليها في الفقرة نفسها مع المطالبة بإطلاق سراح المخطوفين المحتجزين في القطاع، يعني بأنهما يتعلقان ببعضهما، أم أن المطالبة بوقف النار مستقلة، ولذلك هو ملزم دون صلة بمسألة إذا كان سيتم إطلاق سراح المخطوفين”.

وثمة تطور مهم آخر، وهو أن الولايات المتحدة لم تلجأ للفيتو وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب لمنع اتخاذ قرار في مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار، واكتفت بالامتناع عن التصويت. حسب الخبراء، فإنه لقرار الفيتو ثمناً لإدارة بايدن، سواء داخلياً أو دولياً. والقرار الأمريكي بعدم استخدام الفيتو في هذه المرة يعتبر رسالة لإسرائيل بأنه لا يمكنها الاعتماد على أن الولايات المتحدة ستفشل أي قرارات في مجلس الأمن ضدها. “الفيتو الأمريكي ليس مورداً غير قابل للنفاد. ثمة رسالة تقول بأن الدعم المطلق وصل إلى النهاية، وأنه إذا لم تتغير الأمور فيما بعد من ناحية إصغاء إسرائيل للولايات المتحدة فربما تكون قرارات أصعب تجاهها”، قال ليبليخ.

والتساؤل، هل ستمضي يوما أمريكا بتطبيق الماده 6201 من القانون الأمريكي؟ والذي ينص صراحة على حجب ارسال ايه اسلحة لإسرائيل كونها تخالف استعمال هذه الاسلحة في الميدان بارتكابها مذابح ومجازر في حق الفلسطينيين.

 رغم المخاطرة بالعقوبات واستمرار العزلة الدولية جراء قرار مجلس الأمن، سارعت الحكومة الاسرائليه للرد عليه بصورة عدائية. هكذا قال وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس، إن إسرائيل لن توقف إطلاق النار. “سندمر حماس ونواصل القتال حتى عودة آخر المخطوفين إلى البيت”. وحسب ليبليخ فإن “رد وزير الخارجية يعكس استخفافاً كبيراً بالهيئة الأهم في المجتمع الدولي، التي تعتمد عليها إسرائيل أيضاً في كل ما يتعلق بالوضع في لبنان. هذا سلوك غير مقبول ويضع إسرائيل خارج المعسكر”.

انتقدت هوستفسكي أيضاً رد الحكومة على القرار وقالت: “بدلاً من أن تعمل الحكومة على الدفع قدماً لتفسير للقرار يكون أقل إشكالية من ناحية إسرائيل، ويمكن فعل ذلك، فاللغة ضبابية وألقت الولايات المتحدة لنا حبل النجاة هذا، يعلن وزير الخارجية بأن القرار لن يغير أي شيء في السلوك. لذا، سيعزز انطباعاً بأن إسرائيل غير ملزمة بالقانون الدولي”.

اصدرت قبل ايام  محكمة العدل الدولية قرارا صعبا في حق اسرائيل يطالب بإدخال المساعدات الانسانيه للقطاع وتقديم تقرير خلال شهر عن هذه التسهيلات هذا تم بعد تقديم جنوب أفريقيا طلبات إضافية للمحكمة ، في إطار القضية المرفوعة ضد تل أبيب بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة.

ومطلع مارس/ آذار الجاري، طالبت جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات طارئة إضافية ضد إسرائيل بسبب “المجاعة الواسعه النطاق” التي نتجت عن حربها الشرسة ضد قطاع غزة.

وتقيّد إسرائيل، منتهكةً القوانين الدولية، وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا سيما برا، ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.

وتواجه إسرائيل أيضا اتهامات فلسطينية ودولية باستخدام “التجويع” كسلاح في غزة، بما يرقى إلى مستوى “جريمة حرب”، وتدعوها الأمم المتحدة إلى فتح المعابر البرية لإغراق القطاع بمساعدات إنسانية قبل أن تلتهم المجاعة المزيد من سكانه.

أنيل شيلين وجوش بول موظفا الخارجية الامريكية استقالا حديثا من منصبيهما في الخارجية الامريكية احتجاجاً علي سياسة أمريكا الداعمة لاسرائيل في حرب الابادة ضد الفلسطينيين حيث قال بول، لا يمكن لأمريكا ان تكون مع الحرية والديمقراطية وضده في نفس الوقت، وقالت أنيل ان أمريكا لغويا تطالب بوقف الحرب والمطالبة باقامة دولة فلسطينية مستقلة وفي نفس الوقت تزود اسرائيل بالمال والسلاح والدعم الدولي لارتكاب المجازر والمذابح ضد الشعب الفلسطيني.

الثابت في كل حال أن سلة المهملات، التي تخصصها دولة الاحتلال لمقررات الأمم المتحدة عموماً ومجلس الأمن الدولي خصوصاً، استقبلت مؤخراً القرار 2728 وسوف تواصل استقبال المزيد على شاكلته. وأما خارج السلة فإن حرب الإبادة الإسرائيلية تزداد توحشاً وهمجية، على مسمع ومرأى الإنسانية جمعاء.

ماهر عبدالقادر، رئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي - نيويورك