تهدئة غزة تحت تهديد الانهيار: تصعيد إسرائيلي وعرقلة للاتفاقات

تستمر التوترات في قطاع غزة في التصاعد في ظل رفض إسرائيل إدخال المعدات الهندسية والكرفانات إلى القطاع، مما يعيق تنفيذ الاتفاقات الإنسانية. كما استهدفت القوات الإسرائيلية مركبة للشرطة في مدينة رفح، مما زاد من تعقيد الأوضاع الأمنية.
في سياق آخر، أعلنت مصادر طبية بغزة، اليوم الأحد، عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة رابع بجروح خطيرة إثر قصف إسرائيلي استهدفهم أثناء قيامهم بتأمين المساعدات في منطقة الشوكة شرق رفح. هذا التصعيد يعكس استمرار العمليات العسكرية التي تقوض فرص التهدئة في القطاع.
على صعيد آخر، تأخرت الموافقات الأمنية لسفر المرضى من قطاع غزة إلى مصر، ما أدى إلى تأجيل العديد من عمليات السفر الضرورية. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن إسرائيل تتعمد تأخير إرسال كشوف الموافقة على سفر المرضى والجرحى، مما يعرقل جهود إجلائهم ويزيد من معاناتهم.
من جانبها، حملت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات الخروق في تنفيذ الاتفاقات والبروتوكول الإنساني. وأكدت في بيان لها أن التأخير في بدء مفاوضات المرحلة الثانية يكشف نية الاحتلال عرقلة الاتفاقات والعودة إلى التصعيد. كما أدانت حماس تصرفات الاحتلال المتنكرة لبنود الاتفاق، خاصةً عبر منع دخول الكرفانات والآليات الثقيلة إلى غزة.
كما استنكر البيان استهداف مركبة الشرطة في رفح باستخدام مسيرة صهيونية، معتبرًا ذلك انتهاكًا خطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تطور جديد، أشار مراقبون إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يرد على إتمام الصفقة أو تنفيذ بنودها، مما يعكس استمرارية المماطلة في تطبيق التهدئة. في المقابل، يسعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تغيير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بحيث يتم إطلاق سراح المحتجزين كافة قبل الموعد المحدد للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي تصريح مثير للجدل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: "أنا والرئيس ترامب ننسق بشكل كامل ولدينا استراتيجية مشتركة، بما في ذلك الموعد الذي ستفتح فيه أبواب الجحيم إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن"، مما يعكس تعقيد الموقف وتزايد الضغوطات الدولية على الوضع في غزة.
في ضوء هذه التطورات، يظل مصير التهدئة في غزة مهددًا مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والتعقيدات السياسية التي تعرقل الوصول إلى حل دائم، مما يزيد من المعاناة الإنسانية في القطاع.